دولة غنية وشعب فقير |
لقد حبا الله عزوجل بلادنا العزيزة بخيرات قل ما انعم بها على بلد في ارجاء المعمورة لكنها بذات الوقت ابتليت بحكام جلادين وعملاء ولصوص واذا ما تجاوزنا حقبة التأريخ البعيد وركزنا على بدايات تأسيس الدولة العراقية عام 1921لوجدنا ان دستور الدولة قد كتب في وزارة المستعمرات البريطانية وقيد العراق بحلف بغداد الاستعماري ورهن نفطه بالشركات الاحتكارية وارتبط الدينار العراقي بالكتلة الاسترلينية فعاش شعبنا حقبة العبودية والاقطاع في فقر وجهل ومرض. وما ان بزغ فجر الرابع عشر من تموز 1958وانبثقت جمهوريتنا الخالدة بقيادة ابن الشعب البار الزعيم عبد الكريم قاسم حتى تحقق الاستقلال الناجز وشعر العراقيون في ظل حكومة الجمهورية الاولى ولاول مرة ( ان العراق للعراقيين ) وان حكومتهم هي منهم واليهم وانهم ابناء بلد موفور الخيرات حيث بذلت الحكومة جهودا مخلصة لارساء دعائم العدالة والمساواة ووضعت البلاد على سكة المدنية والتقدم وحققت انجازات اسطورية شهد لها الاعداء قبل الاصدقاء الا ان هذا النهج الوطني المستقل لم يرق لاعداء العراق فتحشدت كل قوى البغي والضلالة في الخارج وجميع مطاياهم في الداخل لاسقاط حكومة الزعيم في 8 شباط الاسخم من عام 1963 وليدخل العراق فيه نفقا حالك الظلمة لاربعة عقود دهماء عانى فيها العراقيون شتى صنوف الظلم والتنكيل والتصفية والحرمان ناهيك عن التمييز الطائفي والمناطقي التي عمقها النظام المقبور بشكل كبير حتى شعر العراقيون بأنهم اغراب في بلادهم ولطالما تمنوا حينذاك ان يتساووا بالحقوق والامتيازات مع الوافدين العرب ! |