المغايز بين التأريخ والدمار |
اليوم الأحد (19/10/20014)،بالتحديد، وبسبب الضغط الأجتماعي والنفسي الذي أخذ يتراكم على كاهلي هذه الأيام، وصور الخراب والدمار والدم الذي لم يتوقف جريانه في البلاد على مدى الدهر كله، جعلني أبحث عن منافذ للتخفيف عن هذه الحالة ، فوجدت قدماي تأخذني إلى مركز مدينتي العشار لما له من رمزية كبيرة في مخيلتي، لأن ذهابي إليه ، يجعلني أستعيد مدينتي بذاكرة الطفولة والتي غايتها الأساس رسمها بريشة الذاكرة الأولى وبذلك الخزين الطفولي، لأستنشق عبق التأريخ والمعمار العريق ونكهة الماضي وسحر المكان، حيث صباي وأنا أتجول في سوق الهنود ثم أستنشاق هواء شط العرب الممتلىء بندى ورطوبة رائحة الحناء لنركب بعدها(الطبگة) بأتجاة ضفاف التنومة ثم العودة الى ذات المكان ، ولا نبرح العشار إلا وسينما الكرنك هي آخر محطاتنا،بعد أن تمتلئ بطوننا من أكل الفشافيش في ساحة أم البروم، كل تلك الذكريات تكفلت بها القدم الاولى لجسدي المثقل بالهموم، والتي لامست تراب سوق حنا الشيخ والمغايز هذا اليوم، بعد أن حاولت أن تجد لي ملاذآ أتنفس فيه الصعداء، وعند دخولي الى أعرق مكان حيث سوق الهنود لم أستنشق سوى رائحة الدخان والرماد ولم أرى إلا الدمار والخراب والأطلال بعد أن أتى حريق ليحول التأريخ والذكريات إلى أثرآ بعد عين!!، |