حنان..العبد من يُأمر بحفر قبره!.

التناقض بالأقوال, قد يُبرر؛ بيد أن التناقض بالمواقف تجاه قضية واحدة, لا يمكن حمّله على محامل متعددة..فالموقف, مثلاً, تجاه حرب الإرهاب؛ كيف له أن يتغيّر؟!

هذا الإشكال, وقعت به السيدة حنان الفتلاوي, فبعد أربعٍ سمان, أرادت أن تتحول إلى ناطقة بأسم مذهب مرة, وأخرى بأسم وطن؛ تُعيدها (زلة اللسان) إلى حقيقتها الأولى!..أسئلة مهمة, أثارتها السيدة الفتلاوي, لكنها مجتزأة؛ فالحديث عن الصقلاوية لا يجعلنا ننسى سبايكر!..

إنّ جريمة سبايكر, التي تغاضت عنها الفتلاوي, حدثت في زمن السيد المالكي الذي بقيّ ثمان سنوات يقود الأمن بأعتباره القائد العام للقوات المسلحة, فضلاً عن كون حادثة سبايكر, ضحاياها, طلاب عزّل لا يمتلكون السلاح ولم يذهبوا أصلاً للحرب..الصقلاوية, حدثت في عهد العبادي, وخلال الأيام الأولى لتوليه السلطة, وضحاياها, أبطال محاربون, ذهبوا إلى المعركة, أي أنهم يتوقعون الأسر, الشهادة, وكل الإحتمالات!..لماذا ركنت الفتلاوي, الأولى وأستحضرت الثانية؟!

إنّ الفورة الإعلامية التي أحدثتها السيدة (النائبة) قائمة على ضجيج وأهازيج متمرّسة على طريقة (ها خوتي النشامى). لا مشروع, ولا حس وطني أو شعور مذهبي؛ إنما الحديث, كل الحديث, موجّه للإستغلال الأمثل!..ولعلها حققت بعض مبتغاها, غير أن للحقيقة طعم العلقم, وبمرورتها تكمّن المفاجأة!..ماذا تغيّر, هل داعش (تفتلنوا) أم حنان (تدعشنت)؟!

لا, بل إن السلطة أبتعدت, ولم تعد للمهرجين كلمة.. قد يكون هذا دوراً جديداً, وبأوامر عليا, لكن تبقى الأمانة أعظم من كل الذوات, سيما الكرامة التي تعد أهم الأمانات الموجبة للحفظ!..

يُقال إن العبيد كانوا يُأمرون بقتل بعضهم, أو بحفرِ قبورٍ لإنفسهم, ورغم علمهم بالموت, ينفذون الأوامر..صفعة العبادي لحنان الفتلاوي, إن لم تُسكتها, فالخيار الآخر؛ هو أن تستمر بعملية العودة إلى حيث كانت!.