بشرى جرف الصخر.. هل تعقبها بشائر؟

اليوم.. بات العراقيون بأمس الحاجة الى بشرى سارة، تنتشلهم من اليأس الذي حاقهم، والقنوط الذي أحاطهم من كل جانب، إلا من رحمة الله جل وعلا. إذ لايخفى على القاصي والداني مدى تدني كثير من جوانب حياتهم في بلدهم العائم على بحر من نفط، فضلا عن باقي الخيرات التي تملأ أرضه. فالبشرى السارة اليوم أصبحت بالنسبة للعراقيين حلما غير قابل للتحقيق، وقطعا لم يصل الوضع الى هذا الحد إلا بسبب السياسات المتبعة من قبل قادته، ولاسيما بعد (عام السعد) 2003 إذ من المؤكد أن العقود التي سبقت هذا العام، هي عقود ظلم وقمع واستبداد بالحكم.

   بالأمس.. وسط ثقل اليأس الشديد.. لاحت في أفق العراقيين بشرى سرتهم كثيرا، وتأملوا أن تكون فاتحة خير لبشائر تعقبها، تعيد إليهم أملهم بالحياة، بعد أن طالت عليهم أعوام كان شبح الموت هو السائد في الساحة، كذلك بعد ان عم الخراب مدنا ومحافظات، يعدها المواطن بيته وشرفه وعرضه.

  نعم..! بالأمس زفت إلينا مواقع الأخبار بشرى تقدم قواتنا العراقية في ناحية جرف الصخر، هذه الناحية التي طالها عدوان داعش وصارت في غفلة من الزمن موطئ قدم له، واستحل حلالها وهو الذي لايعرف في الحل والترحال إلا الخراب والدمار والقتل وإراقة الدماء. 

   بالأمس.. شعر العراقيون بغبطة وبصيص أمل يشرق من بين ظلمات الساسة ودهاليز مجالس البلد الثلاث، التي تعج بالخلافات والمماحكات والصراعات، في وقت تتشرد فيه العوائل الآمنة وتهجّر، ويقتل رجالها وأطفالها، وتسبى نساؤها وتباع في أسواق الرقيق، على أيدي نفر ضال من عصابات تترية أتت مسخرة من قبل دول لها في تأخر العراق تقدم، ولها في انكسار العراق انتصار، كما لها في ضياع العراق وجود وشموخ..  

   بالأمس.. بزغ نور من ناحية جرف الصخر، بعد ان عاش العراقيون أكثر من عشر سنين بين ظلمات أرباب الكتل المواظبين على التوافق والاتفاق في دهاليزهم المشبوهة، على كل مامن شأنه إبقاء العراق في جو مشحون، مليء بالمشاكل والمعوقات، وقطعا لم يكن هذا إلا لتسيير مآربهم وقضاء حاجات أسيادهم وتمشية أجنداتهم، حسب الأوامر التي تأتيهم من وراء الحدود -ومن داخلها أيضا-.

   بالأمس.. تحقق الشيء الكثير على أيدي الجيش العراقي الذي يبلغ من العمر ثلاثة وتسعين ربيعا زاخرا بالتاريخ المشرف والبطولي، مشتركة معه -في كل كبيرة وصغيرة في الشأن العسكري والتعبوي- قوات الحشد الشعبي من جحافل المتطوعين، فقد تحقق نصر في جرف الصخر، على أعداء خالين من كل عرف وقيمة ومبدأ وخلق إنساني، هو نصر يأمل العراقيون أن يعقبه نصر ونصر ونصر.. فهلا بشرتنا بها قواتنا بالقريب العاجل!.