كرا ...تيه على الطريقة العراقية !!

ذات يوم كان في بغداد مدرب كاراتيه عراقي - مدرسة شوتوكان - يحمل من المثل والقيم والأخلاق الشيء الكثير، جئناه ليدربنا على فنون القتال الأعزل بعد ان مررنا مسرعين بفنون قتالية أخرى " الملاكمة التايلندية أو المواي تاي" ، الكك بوكسنغ والفل كونتاك الأميركيتين ، التايكواندو الكورية ، الجوجتسو اليابانية ، الكونغ فو الصيني ، الجودو الياباني ، الكاراتيه مدرسة كيكو شنغاي ، الملاكمة التقليدية ، مررنا بالرياضات المذكورة ليس ممارسة أو تدريبا وانما صحفيا لأعداد تقرير عن تطور الفنون القتالية في العراق و اكتشاف أيها الأقرب الى نفسية العراقيين الشباب وقلوبهم ... طلب منا المعلم طلبا صغيرا لغرض الاختبار المؤهل للتدريب ، ظننا لوهلة انه سيطلب منا ان نستعرض عضلاتنا - نضرب دقلات - نحطم الطابوق والشتايكر ، إلا انه فاجأنا رحمه الله تعالى بالقول " اريد من كل واحد منكم ان يقطع زهرة " - بس هاي كلش بسيطة هسه نجيبلك حديقة كاملة - ذهبنا مسرعين وقطف كل منا زهرة باستثناء - رافد - وجئنا بها مهرولين - أنا شخصيا جئته بباقة زهور - فقال كلكم راسب في الاختبار باستثناء رافد !!! لماذا أيها المعلم ؟ لأن الكاراتيه تعني بالياباني - اليد الخالية من السلاح - والغاية منها هي الدفاع عن النفس والمثل والقيم والجمال ومن بينها الورود لا قطفها - نتساوى حينئذ مع الأشرار - رسبنا بإمتياز .. نجح رافد ولم يبق شابا في منطقته لم يحطم له ضلعا أو يهشم له أنفا او يكسر له ساقا .. أغتيل المعلم .. مضت الأيام ... قطعت الأزهار، تتبعها الأشجار ..قست علينا الأقدار ..احترق العراق ومازلت اتمنى لو انني لم أقطع زهرة حرمتني من حلم حياة ، فما بالك بمن يقطع رقاب الخلق ويصورها ثم يبثها على يوتيوب ليقول ها آنذا ؟!!. اودعناكم