خدمة وطنية مدفوعة الثمن

كلنا نعلم إن العمل في المؤسسات الرياضية ذات الطابع المدني وغير الحكومي هو عمل تطوعي خدمةً  للأوساط الرياضية كافة ، لا سيما عمل المكاتب التنفيذية سواء في هذا النادي أو ذاك الاتحاد وحتى في المكتب التنفيذي للجنة الاولمبية ، بدليل الكتب المتكررة للرقابة المالية والتي لا تجيز لتنفيذيي الاولمبية استلام مقابل مادي إزاء ما يقدمونه من خدمة ، وتمنع الاجتهاد الشخصي في تحديد رواتبهم الشهرية والتي يتقاضونها اليوم بمبالغ كبيرة حددت كل حسب موقعه وعمله ، في وقت يتم تهميش الكتب القانونية ويغض الطرف عنها مع سبق الإصرار والترصد ، وليتحول العمل التطوعي إلى عمل مدفوع الثمن وببهضٍ كبير ، وتصبح الخدمة الوطنية شعارات لا يُعمل بها بل باتت مفردات مستهلكة أكل عليها الدهر و( تَبهرز ) ، لا نسمعها سوى في المنابر الإعلامية ، في ظل وجود أكثر من مورد مادي لأغلب الأعضاء القدامى منهم والجدد .
 
رئيس اللجنة الاولمبية الكابتن رعد حمودي هو حالة استثنائية في وسط رياضي تأسره الضبابية وتكبله قيود المنافع الشخصية ويستنشق باستمرار روح المؤامرة ، حين يترفع عن استلام أي مبلغ مادي لقاء ما يقدمه من خدمة بحكم تواجده على رأس الهرم الأولمبي في العراق ، وهو الذي تقع على عاتقه مسؤولية كبيرة في العبور بقارب الرياضة العراقية إلى شواطئ الأمان ، وسط أمواج عاتية ومشاكل لا تعد ولا تحصى تفضح الكثير من دعاة الوطنية الزائفة ، ومرددي المفردات الثورية في المجالس الخاصة والعامة ، وبالمقابل نجد هناك من يتقاضى الأموال دون أن يقدم شيء بل وجوده كعدمه ، إن حضَر لا يُسأل وإن غاب لا يفتقد .
 
الالتزام بالضوابط والقوانين النافذة دون القفز عليها باجتهاد نفعي وقرارات ارتجالية ،عنواناً بارزاً لعمل حمودي طوال تواجده في اللجنة الاولمبية ولا زال على النهج نفسه وخطواته الواثقة ، ولم تغيره متغيرات الزمن و لم يصاب بعدوى النفوس المريضة والعقول الظلامية المظلمة كونه يتمتع بالمناعة الوطنية الحقيقية غير الهجينة ، وأعماله تسبق أقواله في كثير من الأحداث والشواهد، اما من قفز كالبهلوان على حبل الكذب فسيأتي يوماً تفشل فيه قفزاته وتبان عورات تصرفاته بوضوح تام لا يقبل التبرير .