عاشوراء سبايكر

(كل ما لدينا من عاشوراء) فمن عاشوراء الحسين عليه السلام استلهم ويستلهم الاحرار والثوار دروس التضحية والفداء, ومواجهة الظالمين, ومقارعة المعتدين, والاخذ بحقوق المظلومين. وتتزامن عاشوراء هذا العام والعراق والمنطقة برمتها تعيش ظروفاً واحداثاً كبيرة.
وفيما يتعلق بالعراق فأهم ما يواجهه اليوم هو خطر ارهاب عصابات داعش وما ارتكبته هذه العصابات من جرائم فضيعة, واشنعها قتل ابناءنا وفلذة اكبادنا طلبة قاعدة سبايكر, تلك الجريمة التي شكلت علامة فارقة في سجل الجرائم التي ارتكبتها زمر الارهاب منذ سقوط النظام الديكتاتوري البائد.
افضع ما في جريمة سبايكر, انها جريمة ابادة جماعية ضد مكون يشكل الاكثرية العددية جرت على مسمع ومرأى من العالم المتحضر, نُفِذت بدمٍ بارد. وقد يقول قائل وما الجديد في هذه الجريمة؟ انها ليست اول ابادة جماعية تُرتكب بحق شيعة العراق فقد سبق للنظام البعثي البائد ان دفن الشيعة احياءً في مقابرجماعية؟
وجوابنا ان جرائم البعث البائد بحق الشيعة كانت تمثل جرائم الحاكم بحق المحكومين الرافضين لحكمه, يومها لم يكن للمحكومين من حول ولا قوة, فقد ملأ بهم الديكتاتور صدام السجون والمنافي والمقابر, اما الان وقد تغيير الحال واصبح المحكومين حكاماً_ او هكذا يُقال_ والحكام السابقين محكومين, فيفترض والحال هذه ان لاتقع اي جريمة ابادة بحق ابناء الشيعة كونهم يحكمون العراق وكونهم يمثلون الاغلبية السياسية, لكن ذلك لم يمنع من وقوع الجريمة النكراء في سبايكر وكأن الشيعة موعودون بالابادة الجماعية سواء كانوا محكومين مستضعفين او حكاماً متنفذين.
هذه هي مفارقة جريمة سبايكر جرت والشيعة هم الحاكمون, فمتى يُحقن الدم الشيعي؟
تجري الان محاولات حثيثة لطمطمة جريمة سبايكر وتمييعها تحت عناوين شتى وبطرق مختلفة. مضى اكثر من اربعة اشهر على وقوع الجريمة الابادة, ولم تُتخذ اي اجراءات عملية لكشف ملابساتها, ومعاقبة ومحاسبة المقصرين,او ملاحقة المجرمين من ابناء العشائر التي تورطت بقتل ابناءنا, وبحسب ما ترشح من معلومات الغرف المغلقة فإن النية تتجه لغلق ملف جريمة سبايكر حفاظاً على (اللحمة الوطنية). وحتى لا يُسدل الستار على هذه الجريمة البشعة وتقيد ضد مجهول كما قُيدت العديد من الجرائم قبلها, أدعوكم لنجعل من قضية سبايكر محور حركتنا في موسم محرم الحرام هذا, ليكتب الشعراء حول عاشوراء سبايكر, ولينشد المنشدون قصائد حول عاشوراء سبايكر, لننزل الى الشوارع نهتف (ابد والله ما ننسى سبايكر).
تذكروا ان الساكت عن الحق شيطان اخرس, وان الحسين عليه السلام ثار بوجه الظلم من اجل ان نحيا بعزة وبكرامة وبأمان, وان لانُذل في اوطاننا, تذكروا صرخته يوم عاشوراء التي وصلت الى عنان السماء (هيهات منا الذلة), ونحن نرددها خلفه هيهات منا الذلة, وهيهات ان نتحول الى شهود زور او ان نسكت على جريمة سبايكر. تذكروا ان شهداء سبايكر المغدور بهم هم حسينيون,من اتباع الحسين, ومن خدمة الحسين, فلو كان الحسين الان بيننا فهل سيسكت على هذه الجريمة النكراء؟
لنرفع الصوت عالياً في (عاشوراء سبايكر) ونطالب بإعلان نتائج التحقيق في هذه الجريمة ان وجد التحقيق اصلاً! لماذا تُرك الجنرالات الذين تخاذلوا عن حماية ابناءنا في سبايكر؟ لماذا سكت ويسكت السياسيون الذين يمثلوننا في الحكومة والبرلمان عن هذه الجريمة؟ هل دماؤنا رخيصة الى هذا الحد؟ لو كان المجني عليهم اكراداً هل يسكت القادة الكرد عن هذه الجريمة؟ لوكان المغدور بهم سنة هل تسكت القوى السنية عن هذه الجريمة؟ بالتأكيد لا, فلماذا سكت ويسكت الساسة الشيعة؟ ولماذا يُراد لنا ان نسكت. لا والله لن نسكت, لأن السكوت على هذه الجريمة يعني المشاركة فيها, ويعني ايضاً استرخاص دماء ابناء الاغلبية السياسية والاكثرية العددية, وعندها يصبح لاقيمة لهذه الاغلبية وتلك الاكثرية.
ليكن محرم هذا العام مختلفاً عن بقية الاعوام لاسيما ونحن نخوض معارك تحرير اراضينا من دنس داعش, انه عاشوراء سبايكر يناديكم فهل من مجيب؟.ِ