التأثيرات الامنية لظاهرة النزوح واللجوء |
الإنسان دائماً يتفاعل مع الاحداث و المواقف فيتأثر به و يؤثر عليها سواء كانت هذه المتغيرات سلبية أو ايجابية من الناحية السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية و أن أغلب هذه التطورات و إن كانت في صالح فئه قليلة إلا إنها تكون عواقب وخيمة للغالبية و كثيراً ما يضطر الانسان و حفاظاً على حياته و بحثاً عن مكان أمن و درءاً لخطر يهدد حياته و حياة عائلته فإنه يترك بيته (وطنه) الذي كان يجد فيه الراحة و السكينة مضطراً الى مكان أخر أكثر أمناً تاركاً وراءه كل مايملك من نفيس و نتيجة لذلك اختلط الاجناس و القوميات و باتت هذه الظاهرة سمة عصرنا الحالي و الذي يطلق عليه اللاجئ او النازح إذ تجبر العوائل التي كانت مستقرة على أراضيها منذ عشرات السنين الى النزوح او اللجوء دون الاخذ بنظر الاعتبار العواقب الوخيمة الناتجة عن ذلك و مخاطر اللامن الانساني الذي يواجههم فالنازح هو الشخص الذي فر (هرب) من منطقة سكناه بسبب النزاعات و الصراعات ولكنهم لم يتجاوز حدوداً دولياً و بقي تحت نفوذ السلطة الوطنية . اما اللاجئ هو كل شخص يوجد خارج بلده ولديه خوف له مايبرره من التعرض للاضطهاد بسبب عرقه او دينه او جنسيته او انتمائه الى فئه اجتماعية معينة او ارائه السياسية او لايستطيع او لا يرغب ان يستظل بحماية ذلك البلد او ان يعود الى هناك خوفاً من الاضطهاد . فالفرق بين النازح و اللاجئ هو مسألة عبور الحدود الدولية و هي مسألة جوهرية فالشخص الهارب من أضطهاد دولته او احد الاسباب الدافعة للهرب لايمكن عده لاجئاً اذا لم يتمكن من عبور الحدود الدوليه لدولته الى دوله اخرى فإذا تمكن من العبور أصبح لاجئاً اما إذا لم يتمكن من العبور الى دوله اخرى أي بقي ضمن نطاق دولته فأنه يصبح نازحاً و بالتالي يبقى في نطاق حماية و مسؤولية دولته . و من جانب اخر فإن ثمة فرق اخر بينهما تكمن في نظام الحماية و مسؤولية الحماية فاللاجئ يحصل على حماية الدولة المضيفة وحماية المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعه للامم المتحدة اما النازح فانه يتمتع بحماية السلطات الوطنية لدولته . اما بشأن الاسباب التي تدفع بالمواطنين الى النزوح او اللجوء هي كثيرة منها الاضطهاد العرقي او الطائفي و الاضطهاد السياسي او على جنسيته او دينه او النزاعات الداخلية او الهروب او النزاعات المسلحة . و على اية حال فإن ترك المواطن لسكناه و موطنه فانه يخلف وراءه أثار اقتصادية و اجتماعية و امنية و نفسية سيئة يجبر المواطن العيش في ظل ظروف معيشية قاسية خاصةً عند البداية فينشغل بتأمين حياته و البحث عن ملجأ أمن دون التفكير بأدنى مقومات الحياة العادية فيكون البحث عن لقمة العيش أسمى اهدافه دون ان يعير لنوع الطعام او كميته أي اهتمام و النوم على التراب في جنح الظلام تحت رحمة الديدان و الحشرات اذا أمكن فانه سيكون من سمات يومياتهم و ان الموت جوعاً و خوفاً و سقماً للاطفال و المسنين امام انظار اهاليهم لوحات ترسم تراجيديا المأساة الانسانية و لنا في ذلك المثال بعد المثال و عانينا كثيرا مراراً و تكراراً . ان العراق هو بلد عدم الاستقرار فلم يعد فيها مواطن إلا قد ذاق مرارة النزوح او اللجوء و ترك الغالي و النفيس من أجل انقاذ حياته لانها كانت و لاتزال ساحة تصفية حسابات مذهبية و طائفية على المستويين الداخلي و الاقليمي حتى اصبح النزوح و اللجوء من سمات العراقيين و الهروب نحو المصير المجهول سواء في الداخل او الخارج علامة مميزة لهم و هاجس الخوف تسيطر عليهم من ابناء بلده ... و ان المتتبع للاحداث و التطورات في المنطقة يرى بان موجات من الناس تحركت و تتحرك من اجل الملاذ الأمن و بسبب الاستقراروالامن الذي يشهده اقليم كوردستان العراق بجهود اجهزتها الامنية و تعاون مواطنيها اصبحت منارة تنير دربها نحو الافق و مركزاً دولياً بالاضافة الى انه اصبح المكان الذي يقصده كل الناس الذين تتعرض حياتهم للخطر باختلاف أجناسهم و أديانهم و قومياتهم من داخل العراق او خارجه حتى اصبح عددهم توزاي عدد سكان الاقليم و قدم مواطني الاقليم و حكومته افضل الخدمات لهم من مأكل و ملبس و مأوى و سجلوا اجمل المواقف الانسانية فالكرم و العطاء سمة هذا الشعب المغلوب على امره لما ذاق من مرارة ترك الدار و مهما يكن فان الحياة عند النزوح او اللجوء تتغير من ادناه الى ادناه فانهم بحاجة الى مساعدة و مد يد العون لهم و لما لها من أثار .. إلا اننا سنركز على الاثار الامنية التي يخلفها النزوح و اللجوء على امن البلد و منها .
كل هذا و غيره من الاثار الناجمة عن النزوح و اللجوء تؤثر بشكل او بأخر على أمن الدولة و أستقراره مما يتوجب بذل جهود أمنية مكثفة من قبل الاجهزة الامنية في سبيل السيطرة و تأمين حياة أمنه ،وأننا في الاقليم بشكل عام ومحافظة دهوك على وجه الخصوص ونتجة الاعداد الكبيرة من النازحين واللاجئين الذين استقر بهم المطاف في هذه المحافظة فسنواجه مشاكل امنية ان لم يكن حالياً فستظهر في المستقبل القريب مثل هذه الاثار والمشاكل والذي يستوجب تكاتف الجهود وتنسيق الخطط بين كافة الاجهزة الامنية العاملة . لذا نقترح :
|