النقد والنقد الذاتي |
كان من الصعب على المرء عندما يوجه له نقد ، لإغنه كان يشعر بالمسؤولية الأخلاقية قبل المسؤولية الحزبية والسياسية ، كان للسياسي أخلاق يبعده عن القيام بما لا يليق به ، وإلا كيف يكون رجلا يحتذى به من أقرانه ومن مريديه ومن أبناء حارته وبلدته . كان المنتمي للحزب (أي حزب) يتمتع بشخصيته المحترمة بين الناس وكان يحاول بكل دهده ان يكون في المقدمة في التضحية وفي دعم الأعمال الأنسانية و الخيرية في مساعدة المحتاجين . يحترم الآخرين من ابناء جلدته ووطنه مهما كان أنتمائه القومي . السياسي كان عندنا رجل شهم ، رجل ولا كل الرجال ، متعلم ، يرغب في المزيد من الثقافة والعلم ، يمارس المطالعة اليومية ومتابعة الأخبار المحلية والعالمية وحى اخبار الأنواء الجوية ، يفكر في المصلحة العامة ويدافع عنه هذه المصالح ويرى مصالحه ضمن المصلحة العامة ولا يفضل نفسه على الآخرين .وعندما اقول السياسي لا أعني حزب معين ، بل كان كل الذين عرفناهم يحملون هذه الصفات النبيلة ، كنا نرى أنفسنا في عقلية المعلم ووالمدرس وأبن الجيران والمثقفين عندما كانوا يجلسون في القاهي ويدور بينهم حوارات جادة حول العديد من الامور التي تخص المجتمع .عندما كانوا يلعبون الطاولة كان لعبهم فيها الجدية والتحدي رغم ان نهاية اللعبة مانت تنتهي بالمصافحة وفي أمان الله . وعندما كان الواحد منهم كان يخطيء في عمله او في كلمة أستعمله بوجه المقابل ، يعتذر ويتقد نفسه لانه أخطأ . |