لاتفكر بتنظيم كراسي الطعام والبيت يحترق

 

الآن وبعد حمام السقوط الدموي للداعشيين ودعاتهم ، الذين عبثوا ببعض من المحافظات وقصبات وتلال أماكن مختلفة من العراق , وانتقال العراق في ظل هذه التجربة وبرغم قساوتها ، الى رسم خارطة جديدة للسلوك المجتمعي ، تحت خيمة الوطن ، تترجم هذا السلوك من خلال الجهد الموحد في التصدي لمخاطر المخطط التكفيري والتدميري لنسيج العراق كمجتمع ، حيث برز هذا الموقف جليا في معارك تحرير مخمور وامرلي وسنجار وزمار وصولا الى صلاح الدين وتاج الانتصارات في جرف الصخر ، إلا انه لازال البعض من الساسة المدمنين للعهر السياسي , يتبجحون بمفردة التهميش , واستخدامها كنهج للتلاعب بمشاعر الجماهير من اجل منافع سياسية , أمرض هذا النهج النسيج الاجتماعي العراقي , وأخطر عليه أكثر من الإرهاب ولاعبه الأول داعش , حيث لازال البعض من الممتهنين للسياسة الذين لا يفرقون بين الهجع والهلع , يمارسون سلوكا أفضل ما يوصف به بأنه سلوكا متناف مع ابسط القيم الأخلاقية , حيث يخرج بين الحين والآخر فطحل سياسي يوصف الوضع القائم بالعراق على انه نتيجة طبيعية لحالة التهميش التي تعاني منها فئة معينة لحساب الأخرى , لتصبح هذه المفردة أكثر إتخاما لذهنية المواطن العراقي , وأشد ايلاما على شكل العلاقة الاجتماعية لأبناءه ، انها تلوكات الفراغ الفكري السياسي لساسة فارغون, و من منطق التساؤل الباعث للحقائق , اطرح سؤال متداول حول تبني هذا السلوك الاستعراضي المكشوف لبعض من أولئك المفلسون عن استحضار اي برنامج سياسي ، والمتعكزون على الاستعراضات الوطنية الكاذبة ، وهنا اتوجه بسؤال لكل من هذه الزمرة التي تصدت للمشهد السياسي بغفلة من الزمن , عن أي تهميش تتحدث وأنت ومن معك تزاول الكهكهة البرلمانية والحكومية تحت قببها وأمام شاشة تلفازاتها ؟ , إن المتاجرة السياسية وألاعيبها ومن كل الأطراف السياسية الطائفية والقومية , والتي للأسف انطلت على الكثير من الجماهير , فإنها هي من أهدرت دم المواطن وضياع حاضره وغموض مستقبله , وهي من وضعت داعش على بوابة مطار بغداد , وهي من ساهمت في بداية السنوات العشر العجاف على بث الرعب في أزقتها الجميلة وأفقدت حق الجيرة طقوسها , إن تبني مواقف الجماهير الحقيقية تستوجب على أصحابها الوقوف في الساتر الأول للمحنة مع المواطن , وليس الاختباء داخل زون الدعارة الأخضر أو شقق بيروت الحمراء , كما يتوجب على هذه الزمرة السياسية , أن تغادر ملابسها الداخلية , ليس للارتماء على فراش الشذوذ الجنسي , وإنما لارتداء لباس الشعب الحامي لمدنه وقصباته وتلاله , ولكن عن أي سياسي نتحدث !؟ وقد تناصفوا وتحاصصوا وتماصصوا ! فعلى جماهيرنا وضمانا لحاضرهم ومستقبلهم , أن تغادر بسرعة مصيدة هذه الشلة من السياسيين الفاسدين , لقد الاطت بهم معتقداتهم السياسية المنحرفة وتلاوطوا الواحد بالآخر مستطربين , فلا تمنحوهم فرصة الزنا بالوطن , ولنبادر بإطفاء نيرانه , فمن الخبل أن نفكر بتنظيم كراسي غرفة الطعام عندما يكون البيت يحترق