سذاجة المواطن والإعلام المعادي

بعد نجاحات العمليات العسكرية التي تحققت في محافظة بابل وصلاح الدين وديالى والأنبار، والتأييد الدولي الذي حظيت به الحكومة العراقية على هذه الخطوة، نرى بعض الشخصيات والجهات داخل العراق من التي تتبوأ مراكز عليا في السلطة، تتطلع من خلال تصريح إعلامي هنا او حديث صحفي هناك في موقع إلكتروني او قناة فضائية، الى عكس هذا النجاح وقلبه الى ضده، وذلك بإلباسه لباس الفشل في الأداء من جهة، او إضفاء صبغة اللاشرعية واللاقانونية واللاأخلاقية واللاإنسانية في طرق معالجة الأهداف المعادية من جهة أخرى. ومن غير شك أن عملية عسكرية واسعة بهذا الحجم، على رقعة جغرافية شاسعة، تضرب أطنابها أراضي متشعبة بين صحارٍ وهضاب، تتطلب إشراك تخصصات عسكرية وأمنية واستخبارية وما الى ذلك من صنوف القوات المسلحة، لضمان نتيجة العملية لصالح العراق. فيتحتم أمام هذه القوى استخدام كل السبل المتاحة للوصول الى الهدف بشتى الوسائل، لاسيما ان الجهة المعادية تتبع أساليب مخادعة عديدة للمحافظة على ما استحلته من أراضٍ، من هذه الأساليب؛ تحصين مواقع دفاعاتها على بوابات المدن ومداخل القرى والقصبات التي باتت تحت سيطرتها، وذلك بتفخيخ الطرق وقارعاتها.. والبيوت والمحال والعجلات.. وحتى جثث قتلاها وجثث الحيوانات النافقة -ولافرق بين الإثنتين-.
أما في داخل هذه المحافظات فإن قاطنيها عراقيون 100 % إلا ان نسبة غير مستهان بها منهم متورطون بشكل او بآخر مع عصابات داعش، وهم لامانع لديهم من الانخراط في الموساد، والانتماء الى الجيش الاسرائيلي بغية محاربة العراق حكومة وشعبا، تدفعهم الى هذا دول يعرف الجميع ان السعودية أولها وقطر ثانيها، وتركيا ثالثها وأخريات أيضا، تحت ضغوط الإرث الطائفي الذي توارثوه عن أسلافهم السلفيين، وأئمتهم التكفيريين.
إن لانتشار هذه الجماعات بين صفوف الأهالي -وهم أهلوهم- لهو دليل على خسة ماتعتقد به هذه الشرذمة الضالة، إذ معلوم أن الثائر يذود عن عرينه بتوفير البيئة الآمنة لأهله وذويه، ويضحي بنفسه وروحه من أجل سلامتهم، فما القول عن هؤلاء وهم يلوذون بأهليهم بدل الذود عنهم؟. أما الأبواق الإعلامية آنفة الذكر، والمسخرة لقلب الحقائق وتشويه الصور التي تنقل الحدث، فهي الأخرى مدفوع ثمنها وأجرها من ذات الجهات المغرضة للحد من وصول العراق الى الاستقرار واستتباب الأمن والأمان على أراضيه.
والحديث عن الدور في تحجيم هذه الأبواق وإسكاتها، فإن مسؤوليته تقع على عاتق جهات عديدة، أولها القضاء الذي كان من المفروض أن يعجل باتخاذ قرارات صارمة وجدية، لغلق مثل تلك المواقع او القنوات او حجبها، وكذلك وضع الشخصيات التي تنعق وتنهق في كل نادٍ تحت طائلة القانون، ومحاسبتها بشدة وإجبارها على أن تكف ضُباحها. كذلك على القنوات الاعلامية المنصفة والوطنية ان تكثف حملاتها التوعوية، وتوضح للمواطن الساذج مراحل صناعة الخبر، وكيف يمكن التلاعب بمفرداته بحيث يأخذ معنى مغايرا للحقيقة، يتأثر به عامة الناس فتنعكس الصورة لديهم، في وقت لاينكر ماللإعلام من دور في الرأي العام والخاص على حد سواء، فحين يوضع المواطن أمام الطاولة الرملية للمعركة، يتبين له بوضوح الخيط الأبيض من الأسود، وكذلك تتبد أمام ناظريه الغيوم التي تغطي الحقيقة بوجهها الصحيح، بعد أن ينقشع عنها غبار الإعلام المعادي وخداع الصحافة الصفراء "الصديقة"