أولاد الأباليس يأن منهم الوطن

 

 

أنه لشئ قاسى على النفس وأستحاله أن يتحمله كل مواطن مخلص شريف أن يرى وطنك أمام عينيه تنهشه أيادي الأعداء ، والشئ الأصعب من ذلك وقعه أن يكون أعداء الوطن هم من قلب الوطن ومن أبناء جلدتنا , شئ قاسى أن ترى وطنك يترنح ويتمزق أمام عينيك و أن تشاهد تلك الضحايا من المواطنين مابين مذبوح وقتيل وجريح ومحروق ومسحول مابين صراخ هنا وأنين هناك أمهات وزوجات ثكلى وأطفال أيتام فقدوا العائل الوحيد ومنشآت ومؤسسات وأموال عامه تهدر وتنتهك وتنهب، ومحلات ومنازل تفجر وتحرق وتدمر على من فيها وفواجع ونكبات وويلات لم يأتى علينا يوم منذ ثورة 25 يناير دون أن نسمع ونشاهد تلك الفواجع والأحداث الأليمه , سلاح يشهر وملوتوف يستخدمه البلطجية فى ترويع الأمنين يروعون الأهالى من قريب وبعيد دون ذنب أقترفوه فيا حسرة على البلاد والعباد لك الله ياوطنى ،فهى مآس تجلب وتجر مآسي ،القلوب تأن والعيون تزرف بدلا من الدموع دم والفواجع عمت البلاد والعباد ومن يعش بغير هذه الحاله فلن يكون من أبناء هذا الوطن المكلوم المسلوب .. هذا ما كنا نخشى حدوثه وها هو الأن واقع مرير أمام ناظريك ,هذا ما كنا نتحاشاه وهاهو يعمق الجراح وينخر عظامنا يا لها من أيام حبلى بعبدة الشياطين الأشرار أهل الخسه والدنئه ,تلك فتنة ملعونة بيد ملاعين الزمان جلبت وتظللت بثياب الثورة والتحريرمن حكم الديكتاتوريه والأستبداد ومن حكم من أنقضوا على ثورتنا فى ساعة الغفله دائما هكذا يكون الخونه الفاشلين ، سرقوا الثورة التى تناولتها أيادي اللصوص الذين قادوا زمامها حالهم كحال زبانية جهنم والعياذ بالله حين يجترونها من خطاطيفها إلى أرض المحشر وهي تزفر وتزمجر ويخر الخلق أجمعين جاثمين على ركبهم وصرعى من هول فزعها وشدتها وزفيرها...
أشعلوا جذوة نيرانها وقدموا الشباب حطبا ووقوداً لها وسلالم يصعدون على أجسادهم ودمائهم، وكل هذا بدعوى الثورة وتحت مظلة الثورة والتغيير كل ذلك من أجل السلطه والمناصب ,كل ذلك من أجل الكراسى وإرضاء لنفوسهم المريضه و للأحقادهم الدفينة في قلوبهم السوداء المظلمه والموغورة .. من أجل حالة البؤس الذي يعشش في صدورهم الموغره بالحسد والضغينه والأحقاد , الصدئة العارية من الإيمان من القيم من الرحمة.. بلا ضمائر وأنسانيه , حقا من يبيع وطنه فليس بإنسان طبيعى ، من يقتل السلام ليس بإنسان يرجو رضى ربه ، من يبيع الأمان ليس بإنسان معلق قلبه بحب الله .. وهكذا أصحاب الأهواء الذاتيه في كل مكان وزمان تجدهم ، من أجل غاياتهم الدنيئه الزائله سيفعلون كل المنكرات ووفق المبدأ الميكيافيلي الغاية تبرر الوسيلة يسيرون هذا شعارهم الدائم والذي استمدوه من الكفرة المنظرين ..
فحالهم كمن يجرى ويغالب على الرزق بالحيلة والشبهات أو الجريمة والمحرمات ويستخلص قوته كما يدعى من فم الأسد وكما يرتزق الوحش بمخلبه أو نابه ، لا رفع الرب لهم راية ولا بلغهم أى غاية وأسأله بوجهه الكريم وقدرته أن يجعلهم عبرة وآيه لكل من تسول له نفسه ظلم الناس بلا رحمة ولا شفقه من أجل ذاته وأهوائه
كل قطرة دم أريقت على الأسفلت وفى الطرقات ، كل الأنفس التى أزهقت، كل المنشأت وكل منازل التى دمرت، وكل شقاق وأنقسام دب بين أفراد المجتمع، وأصبح الشجار والنزاع في كل شارع وبيت ، فريق في يرى أنه فى الجنة وفريق نراه نحن في السعير والكل خاسر في محنة وأنين وضنك العيش .. كل الفواجع والقلاقل والأضطرابات وكل سحابة حزن وغمامة ألم خيمت في البلاد والعباد ، سيكون وزرها عظيم رصيداً مخزياً في صحائف تلك الرؤوس الكبيرة من الجماعات وتلك الأحزاب وحلفائهم ممن غرروا بالشباب يتقدمهم البغدادى والأخوان وعبدالأله الحوثى وغيرهم الكثيرون فى منطقتنا العربيه ومن يتبعهم من أشباه العلماء والخطباء والشيوخ ،وأنصاف المثقفين وأشباه المفكرين الذين أحترمناهم وعظمنا قدرهم واغتررنا بهم في يوم من الأيام ... وأنصتنا طويلا إلى خطاباتهم الرنانة وكلماتهم المنمقة وسجلنا حروفها في سطور من نور بذاكرتنا ردحا من الزمان ..
و كنا نعدهم رموزاً وضاءه للمجتمع نقتدي بهم ونقتفى أثرهم ونرجع إليهم فى كل كبيره وصغيره ونأنس بوجودهم بيننا ونأخذ بآرائهم فى كل الأمور ، اعتبرناهم صفوتنا ونخبنا الزاكية من بين الأفراد ..قدمناهم كقدوات إيجابية ومثاليه للشباب الذي هو أحوج ما يحتاج إلى القدوة الحقيقية التى يجدون ضالتهم فيها وتقودهم إلى بر الأمان.. ترتقي بهم وبفكرهم وسلوكهم وثقافتهم وقبل ذلك كله ترتقي بوطنيتهم وولائهم للأوطان, مجتمعاتنا فى حاجه ماسه لهؤلاء الأن ..... فأين هم ؟ ولما صمتهم ؟ وأى شئ ينتظرون ؟
نعود الى سالفى الذكر الذين غرورا بتلك المسميات الجوفاء، الدكتور فلان والداعيه علان والشيخ الموسوعة والأديب الجهبذ والمثقف الناشط والأستاذ القدير و..و..و.. إلى مالا نهاية... هؤلاء جميعا هم البرجوازيات البالونية داخل المجتمعات والتى أبتلينا بها فى الأونه الأخيرة ،هم المنافقين الجدد من أعلنت لنا شهاراً جهاراً أنتكاسها الفطري بطبعها وعقمها الفكري وكأنها أصيبت فى بصيرتها بعمى الألوان وأنجرفت ومن ثم أنحرفت في زوبعة الماديات المتجردة من الأنسانية والرحمه ومن ثم الإيمان ..
فى الواقع نحن نراهم فى يومنا هذا قدوات للشباب المسلوب العقل ، نعم قدوات ولكن على أبواب جهنم وبئس المصير ،هاهم يقدِّمون الفتن العظيمة الواحدة تلو الأخرى بكل همة وأجتهاد هدفهم قلب هذه الأمة ليقتلوا ويفنوا البلاد والعباد دون أدنى وازع من ضمير أو عقل منير ...
تلك الامانى والهواجس التي تتباكى عليها تلك الجماعات وأحزابها ويتناصحون بالألتفاف والأصطفاف حولها بكل همة ونشاط ، لأنها ستكون لهم درع الأمان وحصنهم الحصين ، ستكون لهم أبوابا مفتوحه يسهل الدخول من خلالها ،ولكن سيخيب الله آمالهم ويسود وجوههم، ولربما حجبت لكنها لم تحجب بعد برفض الرئيس الدائم لبتر تلك الأعضاء الخبيثه لعلها يوما ينصلح حالها ولكن حجبت بإرادة الله سبحانه وتعالى وبدعاء أولئك الضعفاء والمساكين المفجوعين أولئك القابعين في بيوتهم القانعين بقليلهم والحامدين الشاكرين لفضله سبحانه وتعالى ،قوت يومهم بيومهم ،لا يطمحون لنيل المناصب ولا يطمعون بكرسي بل يغمر قلوبهم الإيمان القوى ..وتصفو نفوسهم وقلوبهم بالفطرة الربانية النقية التي لم تتلوث بالمغانم الزائله و الماديات ولم تصدئها المفاسد والضغائن والأحقاد ولم (تزغلل) عيونهم تلك المغانم والأطماع .. أقصى ما يتمنون الأمن والامان والأستقرار وراسخ فى عقولهم قول النبي صلى الله عليه وسلم (من أصبح منكم آمناً في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا ) يوقنون أن ما أصابهم وسيصيبهم من بؤس أو حزن هو أمتحان وبأمر الله وليس بأمر أنسان كائناً من كان ويعرضون عن الجهال ويترفعون عن سباب السفيه أو الخروج عن ولى الأمر ، سلاحهم البتار في كل النزائل والأحوال هو الأستغفار والدعاء في جوف الليل والأسحار على من حقدوا عليهم وأثاروا الفتن وأشعلوا النيران التى ستأكل كل أخضر ويابس
 
فهنيئاً لذوي الجماعة وحلفائهم وأحزابهم ومناصريهم رصيد مخزٍ في الدنيا وفى صحائف أعمالهم من الويلات والحسرات فالعاقبة للتقوى .