ضحايا طلاب البصرة في منافي الكلية التقنية الهندسية


للتوزيع المركزي حسناته وله سلبياته، فخريجو البصرة للعام الدراسي 2014 – 2015 صاروا من ضحايا التوزيع المُربك، وربما تطغى السلبيات الى المستوى الذي يضيع فيه مستقبل الطالب كله في غفلة من غفلات التوزيع الانسيابي أو في هفوة من هفوات البرامج المركزية، وبخاصة عندما يجد الطالب نفسه تحت رحمة الأوضاع الأمنية المقلقة في المدن العراقية الساخنة، فما بالك إذا كانت الضحية طالبة من طالبات البصرة رمتها الأقدار خارج محافظتها ليصبح مصيرها بين مخالب الاختصاصات المتنافرة، مثال على ذلك نذكر أن الأقسام التعليمية في الكلية التقنية الهندسية في البصرة تتألف من:-
1. وقود وطاقة
2. بتروكيماويات
3. قدرة كهربائية
4. تبريد وتكييف
5. بيئة
بينما تتألف الأقسام التعليمية في الكلية التقنية الهندسية في محافظة النجف من:-
1. طيران
2. سيارات
3. اتصالات
وتتألف في المسيب من :-
1. قدرة كهربائية
2. مضخات
3. مكائن زراعية
فلو فرضنا أن الطالبة (س) تم قبولها في قسم الطيران في النجف، وهي تسكن البصرة مع عائلتها، ويتعذر عليها العيش في الأقسام الداخلية، عندئذ يُصار إلى استضافتها لعام واحد في البصرة في قسم (التبريد والتكييف)، على اعتبار ان قسم الطيران غير موجود في البصرة، وصادف أن الطالبة (س) نجحت هذا العام وعادت إلى النجف في العام التالي، فهل ستفتح لها كلية النجف قسم خاص بها، أم أنهم سيعيدونها إلى قسم الطيران بعد ارهاقها بالمواد الدراسية التي سيحملونها لها، والتي يتعين عليها اجتيازها كلها في هذه الظروف غير المستقرة.
المثير للغرابة أن الكلية التقنية في البصرة قبلت (182) طالب وطالبة من عموم العراق، وقبلت نظيرتها في النجف (76) طالب وطالبة من البصرة فقط، وقبلت نظيرتها في المسيب (49) طالب وطالبة من البصرة فقط في الوجبة الأولى، فكيف سنتعامل مع هذه المعضلة الطلابية المتمثلة بتباين الاختصاصات، وصعوبة العيش خارج ضواحي المدن التي ينتمون إليها، والاحراجات التي قد تواجهها الفتيات وبخاصة من الأسر الفقيرة. أي لعبة مزعجة هذه التي يضيع فيها الطالب ويخسر فيها مستقبله ؟.
المطلوب معالجة الموضوع برمته. معالجة جذرية وفورية بقرار وزاري حاسم عن يقضي بنقل أبناء البصرة من الكليتين المذكورتين وإعادتهم إلى الكلية التقنية في البصرة، آملين أن تضع المحافظة ثقلها كله لحسم هذه المعضلة التي سيضع فيها مستقبل طلابنا وطالباتنا، سيما أن معظمهم يفكرون الآن بترك الدراسية، ومنهم من يرفض التسجيل في الكليات البعيدة لأسباب لا تخفى على المسؤولين.