صحوة موت

مثل كثيرين، كنت يمسني الرعب حين تفاجئني الأخبار بهجمات لداعش، على هذه المنطقة أو تلك. وفي مرات أراها كما الجنّ يخرج علينا من حيث لا نحتسب. لكن هجومها الجديد على الرمادي فجر امس، ومن أربعة محاور كما تقول الأخبار، لم يحمل معه الشعور نفسه بل على العكس تماما وجدتها استعجلت في لف الحبال على رقبتها استعدادا ليوم الانتحار الكبير.
ماذا يعني أن يقرر الدواعش حرق الرمادي أرضا وشعبا؟ أليس ذلك إعلانا صريحا بأنهم ما عاد لهم وجه عند سنّة الغربية بعد الذي فعلوه من جرائم بحق بلدهم وأبنائهم؟ لقد استشعر المجرمون قرب نهايتهم فاستعجلوا كشف عورتهم ام عشائر الرمادي بعد ان كانوا ينوون إخفاءها إلى حين. وما كانوا ليستعجلوا لولا ما تلقوه في جرف الصخر وبيجي. وما كانوا ليستعجلوا، أيضا، لولا انهم عرفوا بأن يوم نهايتهم قد لاحت لوائحه. وهكذا هي طباع الهمج: يا مغرّب خرّب.
أظنها أولى علامات الخلاص من هؤلاء القتلة السفاحين الذين استغلوا جهل من كان واجبه ان يقف بطريقهم وفعلوا ما فعلوه.
إنها علامات صحوة موت الدعايشة التي جابهتها صحوة الحياة عند عشائر الخير في الأنبار. وإني لعلى ثقة بأنها ستكون آخر هدّةـ، وستعلم داعش أنها قد جنت على نفسها مثلما فعلت صاحبتها براقش من قبل.