ثورة......قربان.

                                                  

كانت القربان المقدس في المسرحية الطويلة حد الملل.. ألفت هذا الدور زمنا حتى لبسها كجني الخرافات. في لحظة جنون من الوجع انتزعته بكل الجلد تحته فتناثر الدم في كل مكان وعلى كل الوجوه...تأملت لأول مرة الوجوه التي بقانون التحول مسخت من وجوه مشرقة ملائكية إلى ملامح وحشية لذئاب بشرية .

ولأنها تكره العويل على القبور..ولأنها لن تكفيها دموع الدنيا لو تاقت للبكاء .. فالجنازة الطويلة التي ازدانت بطقوس رهيبة دموية لجز ورود عمرها لم تجرؤ على المساس بهامة حلمها الوحيد الوردية ... ترتدي قفطانا ملتصقا بها شفافا و مزخرفا.. متوجة الجبين بحلي ذهبية ، ترقص بين أشجار اللوز والزيتون رقصة غجرية...تستلقي متدحرجة على الزرع اليانع لبؤة امازيغية, ثم تتمايل عند السفوح طربا بهزات غربية.

قذفت بالسلاسل المنقوشة الفضية...

رقصت و رقصت ، و شعرها المسترسل الأصهب يتمايل فرحا على إيقاع طبول الرياح وخشخشة الاوراق الشذية... ختمت بشذوها الشجي نوبة الجنون..سطرت تحت هلوستها قانون آخر المغيب وبداية الشروق...مسحت كل سجلات الخيبة واقفلت بوابات الندم وانطلقت سهما في الفضاء

..هناك بعيدا ستسقط من جديد..لكن سقوط البطولة المطلقة في أرض ستخضر لملمس قدميها الناصعتين..قد تتعثر وقد تجرح القدم ...لكنها انطلاقة للأمام بلا نظرة لأمس اشبه بالعدم.

في لحظة غفلة رسم فيها الغيم على صفحة السماء بسمة ودية،فانحنى الزمن بجبروته الأهوج استسلاما وسلاما للخدود الوردية ..وفرش الأمن والأمان هدايا لكبرياء العيون العسلية

. زغرد القدر اعجابا بطفولتها الأبدية.. فتلقفتها الف وردة نسجت سجادة مخملية, عشقا لسقوطها فوق حصى وتربة الأرض الزاهرة العشبية.

في طريقها نحو الاحضان الحانيةعرفت انها قد تزرع الفوضى... كانت لا تجهل ان الحياة كلها عابثة منذ الازل ....وفوضوية