أردوغان .. بين معجب ومبغض

 

مقدمة المنصف.. من أبرز المشاكل التي يتلقاها من تعرّض لعالم الأحرف والأسطر، أنه بقدر مايتلقى الإعجاب ، يتلقى في نفس الوقت، قدرا من السخط، حين يكون الأمر يتعلّق بشخصية أو فكرة، يتجاذبها الحب والبغض، فيفقد المرء توازنه، فيقابل صاحب الأسطر، بوابل من الإعجاب المبالغ فيه، أو العداوة التي تفقد المرء صوابه.

هذا السلوك يدفع المرء غالبا، لعدم ذكر الأسماء عمدا، حتى لاينصب النقاش حول الشخص، أو الدولة بعينها، فتضيع الفكرة في خضم الحب المبالغ فيه، أو الكره المبالغ فيه .. ومن بين هذه الأمثلة ..

أردوغان .. إنقسم حوله المعجبون والمبغضون .. وكل يرى رأيه فيه .. ولا أحد يسمع للآخر، أو يقرأ له .. وكل يتهم الآخر، بما فيه وليس فيه..

المحبون له يقولون .. خدم مجتمعه، وناهض الصهاينة .. وساعد سورية .. وقدم مساعدات للفلسطينيين .. وانسحب حين أعطيت الكلمة للصهيوني بيريز .. وساعد ليبيا .. وأصبحت تركيا في عهده ، دولة متطورة، ومصنعة .. وهو رجل متدين .. زوجه ترتدي الحجاب ..

ومبغضوه يقولون .. كان من وراء إشعال النار في سورية .. ومن وراء تدمير ليبيا .. واستقوى بالأطلسي على جيرانه العرب .. ومن يبعد عنه من العرب .. وأهلك الأكراد ..وحاربهم بالدم والنار .. ومازالت علاقاته مع الصهاينة قائمة لم تتغير.. علماني، مازل يعتمد على فكر أتاتورك، ويقوم له، وتبنى الدولة على فكر أتاتورك .. له أطماع في الشرق والغرب .. ويسعى لإحياء السيطرة العثمانية من جديد على الدول المجاورة له .. والبعيدة عنه ..

المنصفين.. المتتبع الجزائري المنصف.. يرى في أردوغان، أنه .. كغيره من الرؤساء .. يبحث عن مصالحه الشخصية.. ومصالح مجتمعه .. وهذا من حقه .. ومن صلاحياته .. فلا يعبد .. ولا يلعن .. وكل زيارة له .. تدرج في إطارها .. التجاري .. والمالي .. والمصلحة هي التي تحدّد مصير العلاقات..

إن كان متدينا فلنفسه.. وإن كان علمانيا فلنفسه .. هو رجل دولة .. كغيره من رجالات الدولة .. يبيع ويشتري .. نبيعه ماجاء لأجله وألح في طلبه .. ونشتري منه مانحتاجه .. والقائمة تضم الكثير .. من الباعة والمشترين .. والكيس من اختار الأفضل فيما .. يبيع ويشتري