( هل نحن وا حد.واحد يسأل واحد ) ؟
كما كنا نحسبها في زمن الخوالي . وبحكم المتغيرات والتجربة وعدم قراءة ما كتبه علي الوردي ، يرد : كلا . في زمن كهذا نحن اثنان حتى لو كنا اخوين أو أعز صديقين. ــ ولماذا ؟ ــ زوجتي قد تغار ولا ترضى أن أتحدَ بغيرها. ــ هذا سهل ، أنا سأقنعها بأنكَ بضع مني ، أخي وصديقي ورفيق اجمل الذكريات . ــ المصلحة . انت وأنا في مكان واحد ، والكرسي مصدر عيشنا واحد ولايسع أثنين ، وفي هذا الزمن من يوفر تلفزيون الفلاشا وسفرة الى جورجيا ومخشلات الزوجة ، وسلفتة الخمسين مليون مع اخواتها وجاراتها والاثاث التركي وعباءة الكلبدون والسيارة اليابانية هو كرسي . ــ أجلس انت عليه وأنا اجلس على الارض ، أرتاح عليها ، وما يصيبك من رزق يصيبني منه حتى لو فتات . ــ زوجتي لاترضى بذلك. ــ أنا أقنعها ؟ ــ أنها تريد تريد مكان الجلوس في الارض لأخيها . ــ وأين أذهب أنا ، لدي أطفال ، أنظر هذا تعاهدنا مكتوب بخط أيدينا على دفتر الانشاء حين كنا معا في السادس الابتدائي ، وقعنا عليه معا ، نتعاهد في الاخوة الى الابد ، احتجتني اعينك ، أحتجكَ تعينني ، انظر وتوقيعنا عليه . ــ هل ليس توقعي . ــ اعرف ان ليس توقيعك الان لقد غيرنا جميعا تواقيعنا ، ولكنه خط يدك. ــ هذا ليس خطي . ــ أعرف لقد قويت خطوطنا بمرور الزمن . ولكن أقسم بالأئمة أنه خطكَ. ــ لا تقسم بهم ، لااسمح لك لتقربني الى دائرة القداسة ، أني الوذ بهم كل يوم لأبقى في هذا الكرسي لاخدم رعيتهم. ــ أحسبني من رعيتهم. ــ لا انت ليس صاحب عريضة تر يد توقيعا على معاملة وتذهب ، انت تريد أن تجلس قربي حتى لو على الأرض وأنت تعرف ( متسول لايحب متسول ) أقولها لكَ بميانة الاصدقاء. ــ ها أنت اعترفت بعظمة لسانكَ أننا اصدقاء ، قرب شيئا من خبزتكَ الى فمي .أني أجوع وأطفالي . ــ زوجتي لاترضى ............! وبخطى ( مبهذلة وكئيبة ومرتعشة وحزينة ) يعود واحد من الواحدين الى بيته ، وعلى وسادة دمعته ، يتذكر العهد المدون في دفتر الانشاء ، وبلحظة غضب ، يمزق الدفتر .... أما الواحد الآخر ، في الصف الامامي لخطبة الجمعة ، عطره يملأ الجامع ، يسأل المصلي بجانبه : عندما ننتهي من الصلاة نذهب الى الصيدلية لنشتري لاقدامنا مرهم ( الفولتارين ) ليخفف الالم عن اقدامنا في مسيرة الاربعين....!
|