الدكتور حسين الشهرستاني قضية طبيب عراقي


بعد نشر مقالي السابق أغنياء يستجدون من الفقراء وردتني رسائل كثيرة اغلبها من أطباء وأساتذة ممن ظلمتهم الدوائر المختصة في العراق ومنعت عودتهم بشتى الوسائل .

من المشاكل الرئيسة التي يواجهها الأساتذة والأطباء العراقيين هي مشكلة معادلة الشهادات .

ثمة غضبة وحيف وقع سابقا على خريجي جامعات دول المعسكر الاشتراكي السابق ،أسباب هذا الحيف معروفة ، هي سياسية أكثر منها علمية ، لكن ان يستمر الحيف والغبن إلى وقتنا الحالي فهذا أمر بحاجة إلى معالجة سريعة ، موضوع معادلة الشهادات لم يختصر الغبن فيه على خريجي الدول الاشتراكية السابقة فقط بل امتد ليشمل خرجي بعض الدول الأوربية بالخصوص خريجي الدول الاسكندينافية ، علما أن التعليم في الدول الاسكندينافية يحتل المراتب المتقدمة على مستوى العالم .

العراق بحاجة ماسة إلى أطباء وأستاذة جامعات .

لماذا تعامل الكفاءات العراقية المغتربة بالصدود والتعقيد والبيروقراطية ؟.

وصلتني رسالة من الدكتور ناظم عيدان الفهداوي أضعها أمام أنظار السيد وزير التعليم العالي لمعالجة خلل أصاب وعرقل عودة الكفاءات العراقية. صحيح ان معاناة الدكتور الفهداوي شخصية ، لكن الكثير من الكفاءات العراقية يعانون من مشكلة د الفهداوي ذاتها .

رسالة د الفهداوي كما وصلتني

"السيد حسن الخفاجي المحترم

تحية وتقدير

أود أن اطرح هذه الاشكاليه لعل وعسي ان تصل بواسطتكم إلى السيد وزير التعليم العالي الشهرستاني. أنا طبيب عراقي اختصاصي واستشاري. منذ العام 1990 اعمل متنقلا مابين أوروبا ودول الخليج احمل الدكتوراه بالأمراض الباطنية واحمل شهادة الدكتوراه باختصاص الطب الرياضي في كل العراق لا يوجد أكثر من طبيب أو طبيبين. في الاختصاص ذاته بعد إطاحة صدام حاولت تقديم أوراقي لمعادله شهادتي لكي أفيد بلدي وأهلي. الروتين اخذ مني أكثر من سبع سنين لان دائرة البعثات تدعي أنها تفقد ملفي بين الحين والآخر .

بعد هذه السنين وتعقيداتها فوجئت بان دائرة البعثات تطلب مني ان امتحن .

ترى من هو المؤهل لامتحاني ؟.

علما أن ألجامعة التي تخرجت منها هي جامعه عريقة بل هي من أفضل واعرق الجامعات في الطب الرياضي في جيكوسلوفاكيا السابقة . دائرة البعثات تعترف بهذه الجامعة لغاية قبل عامين حينما غيروا النظام في دائرة البعثات.

معلومة :أكثر المصابين من رياضيي منتخباتنا الوطنية يسافرون الى هناك للعلاج وكذالك من دول الخليج ، حتى من البرازيل وأمريكا علما ان شهادتي معترف بها في كل دول الاتحاد الأوروبي والخليج وعملت في معظم هذه الدول وشاركت في دورة الألعاب ألاسياوية في قطر قبل سنوات. . أوراقي يعطلها الروتين وعدم الشعور بالمسؤولية في الوقت ذاته يتعاقد العراق مع أطباء من الهند وبنغلادش وسوريا للعمل في العراق بأجور عالية !.

سؤالي للسيد وزير التعليم العالي بماذا يختلف ويمتاز العراق عن الدول الأوربية والخليجية التي عملت فيها؟ .

أخيرا أنا اعمل حاليا في أوروبا واذهب خبيرا واستشاريا في الخليج ولكني أحب بلدي وأريد ان اخدمه فهل خدمة بلدي عيب أم حرام أم ماذا! ؟.
أتمنى ان تصل رسالتي إلى وزير التعليم العالي المحترم

مع تقديري واحترامي الشخصي لحضرتكم"

صحيح ان قضية د الفهداوي شخصية لكنها عامة لأنها تشمل شريحة واسعة من الكفاءات العراقية ، التي بعودتها تستطيع ان تغيير شيئا من الواقع الصحي والتعليمي البائس .

سن صدام قانونا لعودة الكفاءات العراقية ضمنه الكثير من الامتيازات، عاد بموجب هذا القانون عشرات الالاف من الكفاءات ، الذين وضحت بصماتهم على مجمل التطورات التي مرت بها العملية التعليمية والصحية وحتى الصناعية بعد حين .

من سيشرع قانونا لعودة كفاءاتنا من الخراج يضمن فيه عودتهم الى الوطن وحقوقهم .



"من لا يحب بلاده لا يستطيع ان يحب شيئا"