رائد اللاعنف


يبد ان الغزو الثقافي الأجنبي استطاع ان يسيطرا على كل مفاهيم وأدبيات الحياة وخصوصا في بعض الأوساط الثقافية ونجح في مسخ الشخصية الإسلامية والعربية ونجح في قبر ثقافتنا وتاريخنا بمحاولة التشويه وإثارة العجز , فما ان تذكر شخصية تاريخية لها دور كبير في احد المجالات الا وتتهم بالطائفية او الراديكالية او الاسلمه السياسية وتتعرض الى التشكيك بمصادر معلوماتك او اعتبار تلك الشخصية وهمية او جزء من الخيال,فلا يجوز لنا تقديم شخصية عربية او أسلامية على الرموز الأجنبية مهما تكن الأسباب في أي من المجالات فعندما نذكر اللاعنف مدار البحث لا يجوز لنا القفز على شخصية "غاندي, ونلسن مانديلا اومارتن لوثر كنغ ...الخ" وكأن الحضارة العربية والإسلامية خالية من رجال السلام و اغلبهم رواد قتل وغزو وسفك دماء وجهل,
اليوم نقدم قراءة معاصرة حول الإمام الحسن ابن علي ابن ابي طالب ولا ادعي باني سوف أغطي كل ما قام به الإمام في حقن دماء الألف المسلمين وإدخال الدولة الاسلامية المترامية الإطراف في دائرة العنف من اجل السلطة كون الموضوع طويل وفيه أحداث تاريخية شائكة ومراعاة للاقتصاد اللغوي بعيدا عن الإسهاب والمطاولة لقدرة الذاكرة المحدودة , لكني اضع بصمة متواضعة حول ما يضمه تاريخنا, فبعد استشهاد الإمام علي ومبايعة الامام الحسن بالخلافة من قبل المسلمين أعلن معاوية ابن ابي سفيان مطالبته بالخلافة واعد جيش من أهل الشام يقدر بأكثر من ثلاثون الف رجل للقتال من اجل الخلافة, الإمام الحسن لم يقف مكتوف الأيدي أمام هذه التداعيات وكان بالإمكان أن يدخل في معركة بآلاف الرجال لكنه اختار الحل السلمي من مصدر القوة وقارن بين الخلافة التي لا تعني عنده شيء أمام حقن دماء الإلف المسلمين والدخول في حرب قد تكلفهم الكثير من الويلات و لم يعرف احد إلى أين ستجر الدولة الإسلامية, فتنازل من موقع القوة ضمن شروط اختارها هو ورضا بها معاوية وبهذا يكون الإمام الحسن قد اعتمد سياسة اللاعنف قبل أكثر من 1450 سنة قبل الرموز الأجنبية التي نكن لها الاحترام والتقدير لما قامت به, معاوية رضا بالاتفاقية في بداية الأمر ثم نكثها واعد مؤامرة أدت للاستشهاد الأمام الحسن لكي تظل السلطة بيد بني أمية من بعده. وبهذا يكون الإمام الحسن قد قدم حياته وحقن الإلف الأرواح وأسس لثقافة اللاعنف التي نذكرها اليوم بكل فخر واعتزاز ونحن نعيش ذكرى استشهاده.