نوستراداموس ودلالات القمر .. بقلم/ سليمان علي صميدة‎

ذكر القمر و مشتقاته أكثر من 50 مرة في آثار الشاعر نوستراداموس و له مدلولان اثنان : 
الأول : الجرم الفضائي المعروف من حيث قراناته و أوضاعه المختلفة .
الثاني : باعتباره شعارا للبلدان الإسلامية تبدأ من المغرب غربا إلى أندونوسيا شرقا . و هذه البلدان يرمز إليها بالقمر أو الهلال و كانت أعلامها و لا يزال بعضها تحتوي على الهلال . و المدلول الثاني هو مقصود الشاعر و ينظر إليه نظرة خاصة.

خلال رباعيتين اثنتين ( 25/1- 48/1 ) ربط الشاعر بين نهاية سلطة القمر و بين ظهور الإمام المهدي ع . بل إن إقامة الدولة المهدوية مرهون بزوال سلطة القمر . وقد اقترن القمر بمصطلح آخر هو القرن الطويل جدا الذي يدل على حقبة زمنية امتدت قرونا طويلة .

و هذه القرون ينظر إليها الشاعر كسلطة تحكمت في مصائر الناس و سببت الكثير من المظالم و الحروب . و قانون الغلبة الذي امتلكته لا يملك أي أساس ديني و إنما هو قانون القوة أو المجالدة بالسيف كما يسميه الإمام علي ع . و لما زال ذلك القانون خسرت تلك السلطة مركزها و فقدت السيطرة على بلدانها بالذات أثناء الاستعمار. و رغم كونهم مسلمين فإن الله سبحانه و تعالى لم ينصرهم بل سلط عليهم المغول و الروس و الهنود و الأوروبيين على اختلافهم و الأفارقة و الأمريكان و الإسرائيليين . و لم يبق شعب إلا و سلطه الله على المسلمين أصحاب القمر و الهلال . و هذا العقاب دليل واضح على أن هناك خللا ما في الأمر . لقد عاقب الله سبحانه و تعالى الإسرائليين لأنهم حرفوا الأديان و قتلوا الأنبياء و الأوصياء و اتبعهم المسلمون فكان العقاب و لا يزال . و الرسول ص حديثه كفلق الصبح : ( إن لم تضل أمتي لم يقم لهم عدو ). والمعادلة أركانها واضحة كما يلي :

  المسلمون                                     العدو                                   النتيجة

1 -عدم الضلال =  الهداية        2- عدم قيام العدو =    الخسارة           3- انتصار المسلمين

1 –الضلال                         2   قيام كل عدو =      الانتصار           3- هزيمة المسلمين

 تحقق ركنان من المعادلة لا اختلاف حولهما:

1                                   2                                                    3

؟                     قيام كل عدو و انتصاره .                            هزيمة المسلمين .

 

و إذا كانت عقولنا سليمة من الخبل فإن الركن الأول يكون أيضا ثابتا و متحققا في التاريخ و الواقع و المنطق .

 لقد استأسد علينا كل عدو و تكالبت علينا الأمم نهبا و أكلا و قتلا . أليس ذلك هزيمة للمسلمين؟ أليس ذلك انتصارا للعدو ؟ بذلك يشهد التاريخ ويشهد الحديث الشريف فمن منا يعترف بالسبب ؟ لا شك أن النفوس استيقنت و الألسنة جحدت . و الإمام الصادق ع يقول : « إذا قام القائم دعا الناس إلى الإسلام جديداً، وهداهم إلى أمر قد دثر، فضّل عنه الجمهور، وإنّما سمّي القائم مهديّاً لأنّه يهدي إلى أمر مضلول عنه ، وسمّي القائم لقيامه بالحق ».

إن الإسرائيليين قد حرفوا الدين الصحيح و أصبح لهم دين يرمز إليه بالنجمة السداسية الأضلاع و المسيحيين قد حرفوا دينهم و أصبح يرمز إليه بالصليب كذلك بعض المسلمين قد حرفوا دينهم و أصبح يرمز إليه بالهلال أو القمر. فشأن الأديان و مصيرهم ومآلهم واحد . و التوراة و الإنجيل فيهما ما هو صحيح و فيهما ما هو محرف و القرآن العظيم قد تكفل الله سبحانه و تعالى بحفظه و لكن التأويل حرفه تحريفا غريبا عجيبا لم ير التاريخ مثيلا له و انزلق من دائرة المعنى البسيط التلقائي الغض الطري إلى دائرة المعنى المعقد الملتوي الذي يصيب الرأس بالصداع . و خذ أية آية و انظر إلى اختلاف الآراء حولها و سترى العجب العجاب و كأنما هؤلاء العلماء الفطاحل الأفذاذ يتصرفون مع القرآن العظيم ككتاب بشري و يخضعونه قصرا لآرائهم (كأنّهم أئمّة الكتاب ، وليس الكتاب إمامهم)

 (فاستدرجهم الله من حيث لا يعلمون - وإنّ كيده متين- بالأمل والرجاء حتّى توالدوا في المعصية ودانوا بالجور ، والكتاب لم يضرب عن شيء منه صفحاً، ضُلّالاً تائهين ، قد دانوا بغير دين الله تعالى ، وأدانوا لغير الله).

 (إن الدين عند الله الإسلام و ما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم و من يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب .) آل عمران 19

 و إذا كان الدين عند الله هو الإسلام لا غير فإن إسلام موسى ع و وصيه ع لا يعرف النجمة السداسية و لا السباعية و إسلام عيسى ع و وصيه ع لا يعرف الصليب المستقيم و لا المعقوف و إسلام محمد ص و وصيه ع لا يعرف هلالا و لا بدرا و لا قمرا . و إنك إذا قرنت الدين الحنيف بشكل ما من الأشكال الملموسة فإنك قد انزلقت به نحو الوثن و لو بقدر إصبع فالإسرائيلي يضع النجمة في بيعته و ينظر إليها باحترام و تقديس و المسيحي يضع الصليب في كنيسته و ينظر إليه باحترام و تقديس و المسلم يضع الهلال فوق قباب المساجد وفي الأعلام و ينظر إليه باحترام و تقديس . و النجمة تغرب و تغيب و تختفي و الصليب يتكسر و يحترق و ينصهر و الهلال أو القمر يغرب و يغيب و يختفي و يخسف و الدين الحنيف لا يغرب و لا يختفي ولا يخسف و لا يحترق و لا ينصهر .

 و لذلك فقط فقط يعود الدين غضا طريا كما نزل عندما يأتي الإمام المهدي ع . ودرجة التغير بلغت مستوى يجعل المسلمين يستغربون من هذا الدين الحق الذي يجدده الإمام ع.

لقد اختلفت الفرق و المذاهب و الطوائف في كل دين . ألم يقل الرسول ص تختلف أمتي إلى 73 فرقة و بني اسرائيل إلى 72 فرقة و لم يقل أبدا إن أتباع القمر أو النجمة هم الناجون .

لقد اختلف المسلمون في جزئيات الصلاة و الوضوء و الأذان فأيهم الأصح؟ و اختلفوا في تحديد العيدين و في الزكاة فأيهم الأصح ؟ و من المحتمل أن يكون عيد الاضحي في مكة غير صحيح فإن حج كل الناس سيكون باطلا فمن المسؤول عن ذلك ؟ و اختلفوا في ساعة إفطار المغرب في رمضان فأيهم الأصح ؟ و لاشك أن بعضا منهم سيكون مخطئا و سيكون صيامه باطلا فمن المسؤول عن ذلك ؟ أليس هذا هو التيه بعينه و ذاته ؟ أ لم يقل الرسول ص تتبعون اليهود القذة بالقذة و الشبر بالشبر ؟ و الاتباع هنا في كل شيء بلا استثاء حتى يصبح التابع هو المتبوع عينه و ذاته و في لباسه و شكله و أخلاقه. ألم تصف بعض وسائل الإعلام الجامعة العربية بالعبرية سخرية و استهزاء ؟

 قال النبي صلي الله عليه و آله و سلم: «والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتّى يكون عليكم اُمراء فجرة ، ووزراة خونة ، وعُرفاء ظلمة، وقرّاء فسقة ، وعبّاد جهّال ، يفتح الله عليهم فتنة غبراء مظلمة ، فيتيهون فيها كما تاهت اليهود....»

 إننا نعيش تيها كتيه بني اسرائيل ولا فرق بين مسلم أو يهودي أو مسيحي في هذا الشأن بل إن حساب المسلمين سيكون أشد لأن دينهم هو الأخير و الأصح و لكنهم تاهوا و انحرفوا.

لقد انحرفت الأكثرية إلا القليل. ولا ينجو من الفرقة الناجية منها إلا جزء واحد من 12 جزءا. و لو عدت إلى القرآن الكريم لوجدت عبارة ( أكثر الناس) أو ( أكثرهم ) قد ارتبطت ب :

 أكثر الناس ...أكثرهم :

 لا يعلمون = 26 مرة             لا يؤمنون /ما..مؤمنين=14 مرة            لا يشكرون = 6 مرات

فاسقون =4 مرات                      لا يعقلون = 4 مرات                 لا يسمعون = 2 مرتين

كفورا = 2 مرتين                          للحق كارهون = 2 مرتين            يجهلون = 1 مرة واحدة

ما..من عهد = 1 مرة واحدة              كاذبون = 1مرة واحدة               الجملة = 63 مرة

 لو أحصينا ما سبق عدا الصيغ الأخرى لوجدنا العدد قد بلغ 63 مرة و المقصود بالناس هنا هم في الأغلب المسلمون . و هذا العدد المرعب يدل على أن أكثر الناس (الجمهور) لا يؤمنون و لا يعلمون و لا يشكرون و لا يعقلون و لا يسمعون و أكثرهم فاسقون كارهون للحق كاذبون و جاهلون و لا عهد لهم بل أكثرهم كفورا ( صيغة مبالغة ). و الإمام الصادق ع يقول :(إذا قام القائم دعا الناس إلى الإسلام جديداً، وهداهم إلى أمر قد دثر، فضّل عنه الجمهور، وإنّما سمّي القائم مهديّاً لأنّه يهدي إلى أمر مضلول عنه...)

و هذا يفهم بطريقة أخرى أيضا أي أن أقل الناس هم المؤمنون و العالمون و الشاكرون و العاقلون و غير الفاسقين و غير الكارهين للحق و غير الكاذبين و غير الجاهلين و لهم عهد و ليسوا كفورا .

 و سواء أ فهمنا المعنى بالطريقة الأولى أو الثانية فإن هذه الآيات صريحة و تنفي طولا و عرضا الحديث الشهير ( لا تتفق أمتي على ضلالة ) و الأصح أن يقال( لن تتفق هذه الأمة على الحق) و هو مصداق كل الآيات السابقة و إذا اختلف الحديث مع القرآن فاضربوا به عرض الحائط فالرسول ص بريء منه . و هذا التكرار في الآيات بقدرما يؤكد أمرا واقعا بقدرما يحذر و ينبه لكي نبحث عن الأقلية الناجية و الويل لمن لم يفعل ذلك.

 و لذلك لا نستغرب من أن كل مسلم يقرأ القرآن الكريم نراه متيقنا أنه ليس من تلك الأكثرية و كل طائفة تعتبر نفسها هي الناجية. و لم نجد في التاريخ أكثرية كهذه فقد وقع الحكم عليها بالنفي المطلق - أي أن كل فرقة ليست بناجية في نظر الفرق الأخرى - أو بالتعميم المطلق أي أن كل فرقة هي ناجية في نظر أصحابها . و في كلتا الحالتين هناك تحد وتكذيب للقرآن الكريم . و لا حول و لا قوة إلا بالله العظيم . و تلك الأكثرية ( الجمهور ) هي التي عنتها فاطمة ع عند موتها فقالت ع :( لا تصلّي عليّ أُمّة نقضت عهد الله وعهد أبي رسول الله صلى الله عليه وآله في أمير المؤمنين عليّ، وظلموني حقّي، وأخذوا إرثي، وحرقوا صحيفتي التي كتبها إليّ أبي بملك فدك، وكذبوا شهودي، وهم والله جبرئيل وميكائيل وأمير المؤمنين واُمّ أيمن.) فدفنت سرا و حرمت تلك الأمة من بركات قبر القديسة البتول بنت آخر نبي على وجه الأرض . لقد غضبت فاطة ع على الأمة فكيف لا يغضب الله لغضبها؟ ألم تقتل تلك الأمة أبناءها واحدا بعد واحد ؟ أترجو أُمة قتلت حسينا شفاعة جده يوم الحساب ؟

و في زمان لا كزماننا و في مكان لا كمكاننا يخاطب الرسول الأعظم ص آل البيت المظلومين فيصدع بالأدهى و الأمر :( ما نزل بكم إلاّ ما نزل بجدّكم قبلكم). فداك أبي وأمي يا رسول الله . ما حل بهم قد حل برسول الله ص مثله بل هو هو . لقد امتدت يد الإمامة العظيمة بإذن الله إلى قلب المستقبل لتهدينا هذه الجوهرة النادرة لينفتح لك التاريخ و تفهم ما ردمه أعداء الله و رسوله و لتدرك أن آل البيت هم القرابين المهداة و هم الشهداء الأبرار حقا و هم المضحون اختيارا بأرواحهم في سبيل الله و إن الأسرار التي انطوت عليها قلوبهم الطاهرة تعجز البشرية بأكملها عن أن تتحمل نزرا منها و إنا لله وإنا إليه راجعون. .

عن الإمام الباقر ع قال : « لمّا اُنزلت (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ ) قال المسلمون : يا رسول الله، ألست إمام الناس كلّهم أجمعين ؟ قال : أنا رسول الله إلى الناس أجمعين ، ولكن سيكون من بعدي أئمّة على الناس من أهل بيتي من الله يقومون في الناس ، فيكذّبونهم ، ويظلمهم أئمّة الكفر والضلال وأشياعهم ، ألا فمن والاهم واتّبعهم وصدّقهم فهو منّي ومعي وسيلقاني ألا ومَن ظلمهم وأعان على ظلمهم وكذّبهم فليس منّي ولا معي وأنا منه بريء».

وقال صلي الله عليه و آله و سلم: «إنّ الاُمّة ستغدر بعليٍّ». و قال ص لعلي ع: (إنّ الله تبارک وتعالى خلقني وخلقک من نوره ، واصطفاني واصطفاک ، فاختارني للنبوّة ، واختارک للإمامة ، فمن أنكر إمامتک فقد أنكر نبوّتي .)

ان المنكرين لإمامة علي ع و باقي الأئمة ع قد أنكروا نبوة الرسول ص و تبرأ منهم الرسول ص فهل سيكون شفيعهم يوم القيامة ؟

 و انظر إلى الإمام الصادق ع كيف عبر أصدق تعبير عن كل تلك الآيات فقال:

(الخلق حيارى عمهون سكارى في طغيانهم يترددون، وبشياطينهم وطواغيتهم يقتدون، بصراء عمي لا يبصرون، نطقاء بكم لا يعقلون، سمعاء صم لا يسمعون، رضوا بالدون وحسبوا أنهم مهتدون، حادوا عن مدرجة الأكياس ورتعوا في مرعى الأرجاس الأنجاس...يا ويلهم ما أشقاهم، وأطول عناءهم وأشد بلاءهم ....) ( المجلس الثاني من توحيد المفضل ).

إن النتيجة هي الشقاء و العناء و البلاء و التيه. وعن النبي ص قال : «...ويأتي على اُمّتي زمان لا يبقى من الإسلام إلّا اسمه ، ومن القرآن إلّا رسمه...». إن الإسلام لم يبق إلا اسمه أي كلمة تقال أو لعقة لسان فقط و القرآن لم يبق منه إلا رسمه أي أسطر مطابع في صفحات مزخرفات . أليست هذه هي غربة الإسلام ؟ أليست غربة الإسلام هي بالضبط التيه أو الضلال بعينه و ذاته و نفسه و رأسه و قدميه ؟

 و قال أمير المؤمنين ع :( «سيأتي عليكم زمان يكفأ فيه الإسلام كما يُكفَأ الإناء بما فيه ». و قال ع في خطبة ذي قار:«سيأتي عليكم من بعدي زمان ليس في ذلك الزمان شيء أخفى من الحق ، ولا أظهر من الباطل ، ولا أكثر من الكذب على الله وعلى رسوله صلي الله عليه و آله و سلم، وليس عند أهل ذلك الزمان سلعة أبور من الكتاب إذا تلي حقّ تلاوته ، ولا سلعة أنفق بيعاً، ولا أغلى ثمناً من الكتاب إذا حرّف عن مواضعه.... تمالت بهم الأهواء، وتوارثوا ذلک من الآباء، وعملوا بتحريف الكتاب كذباً وتكذيباً، فباعوه بالبخس وكانوا فيه من الزاهدين..... وقد اجتمع القوم على الفرقة ، وافترقوا عن الجماعة ، قد ولّوا أمرهم وأمر دينهم من يعمل فيهم بالمكر والمنكر، والرشا والقتل ....ولم يولّوا أمرهم من يعلم الكتاب ويعمل بالكتاب ، ولكن وليهم من يعمل بعمل أهل النار، كأنّهم أئمّة الكتاب ، وليس الكتاب إمامهم ، لم يبق عندهم من الحقّ إلّا اسمه، ولم يعرفوا من الكتاب إلّا خطّه وزَبره، يدخل الداخل لما يسمع من حكم القرآن فلا يطمئنّ جالساً حتّى يخرج من الدين ، ينتقل من دين ملک ، إلى دين ملک ، ومن ولاية ملک إلى ولاية ملک ، ومن طاعة ملک إلى طاعة ملک ، ومن عهود ملک إلى عهود ملک ، فاستدرجهم الله من حيث لا يعلمون - وإنّ كيده متين- بالأمل والرجاء حتّى توالدوا في المعصية ودانوا بالجور والكتاب لم يضرب عن شيء منه صفحاً، ضُلّالاً تائهين ، قد دانوا بغير دين الله تعالى ، وأدانوا لغير الله.». و العقول السليمة لا تسمي كل ذلك إلا تيها يصيح بملء فيه و انحرافا لا شك فيه .

  عن ابن عباس قال: قال رسول الله (ص): ان الله فتح هذا الدين بعلي، وإذا قتل فسد الدين ولا يصلحه إلا المهدي. )

 هذا الحديث يضع الإصبع على مكمن الداء فالناس قد ألمت بهم الفتنة بعد غياب الرسول ص و قد فسد دينهم بمقتل على ع و ازداد فسادا بمقتل الحسن و الحسين و ازداد فسادا بمقتل الأئمة واحدا بعد واحد . قال أميرالمؤمنين ع في حديث جاء فيه : « فوالذي نفس علي بيده ، لا تزال هذه الاُمّة بعد قتل الحسين ابني في ضلال وظلمة وعسف وجور واختلاف في الدين وتغيير وتبديل لِما أنزل الله في كتابه ، وإظهارٍ للبدع ، وإبطالِ السنن ، واختلاف وقياس مشتبهات وترک محكمات حتّى تنسلخ من الإسلام ، وتدخل في العمى والتلدّد والتكسّع..»

و أعلم الباقر ع أبا جفر المنصور قبل أن يؤسس الدولة العباسية محذرا منذرا:( لا تزالون في عنفوان الملك ترغدون فيه ما لم تصيبوا منا دما حراما فإذا أصبتم ذلك الدم غضب الله عز و جل عليكم فذهب بملككم و سلطانكم و ذهب بريحكم...). و التحذير وجد حكاما صما بكما عميا فقتلوا أحفاد النبي ص واحدا واحدا فكان التتار و الأتراك و الصليبيون و الغربيون و الإسرائليون و جميع الأعداء يدقون أبوابنا إلى اليوم.

 هذا هو رمز القمر أو الهلال الذي أشارت إليه كتب التراث بانقطاع (ملك ولد العباس) أو (هلاك بني العباس). عن الصادق ع قال :(.. فذلك الوقت زوال ملك بني العباس، وظهور قائمنا أهل البيت) الذي قال عنه الرسول ص (وهو رجل من عترتي يقاتل على سنتي، كما قاتلت على الوحي) و قال ص (يقفوا أثري لا يخطئ). عن أبي جعفر ع حول خطاب الإمام المهدي للناس عند الخروج المبارك : ( أذكركم الله أيها الناس .... وأن تحيوا ما أحيى القرآن، وتميتوا ما أمات، وتكونوا أعوانا على الهدى، ووزرا على التقوى، فإن الدنيا قد دنا فناؤها وزوالها، وآذنت بالوداع، فإني أدعوكم إلى الله وإلى رسوله، والعمل بكتابه، وإماتة الباطل، وإحياء سنته.) . و هذا يعني أن السنة المعروفة قد حرفت و أميتت على مدى القرون الطويلة و سيقاتل الإمام ع لإحيائها و هو لا يخطئ في ذلك أبدا فخطوه سديد و اتبعاه لسنة الرسول ص رشيد مكين بشهادة الصادق الأمين ص.

 و بنو العباس هم الحكام العرب المشابهون للحكم العباسي و يبدو أن الشاعر استثقل قرونهم الطويلة و هو ينتظر الإمام المهدي ع ليصلح الفاسد من الدين .