هل هو تدخل مرهون بتهديد العتبات المقدسة؟

يبدو نفي وزير الدفاع الايراني حسين دهقان، مجددا لتواجد قوات إيرانية على الارض في کل من سوريا و العراق، سعي آخر تبذله إيران من أجل تبديد المخاوف الاقليمية من تعاظم دورها و تجاوزه للکثير من الحدود.
دهقان الذي أوضح أيضا بأن طهران التي تدعم الحكومة العراقية في حربها ضد الإرهاب ترى أنه لا حاجة لتدخل بري حاليا هناك، مشيرا إلى أن تواجد قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في العراق يصب في سياق قيادة عمليات تقديم الاستشارات العسكرية اللازمة وتدريب القوات العراقية .
هذه التصريحات التي تأتي في غمرة إزدياد المخاوف من الدور الذي تضطلع به إيران في خضم الاوضاع المضطربة في المنطقة، خصوصا وانها تلعب على أکثر من حبل و تقوم بمناورات سياسية و أمنية متباينة من أجل الحفاظ على دورها الريادي ليس على مستوى سوريا و العراق فقط وانما على مستوى المنطقة کلها، إقترنت أيضا بتلميحات و إشارات قوية الى رغبة إيران بالبقاء کقوة رئيسية في المنطقة عندما لفت النظر بالقول "أن القوة العسكرية الإيرانية والمنظومة الصاروخية التي تضاهي منظومات متطورة في العالم أمر غير قابل للنقاش، والتفاوض على طاولة الحوار"، في الوقت الذي تکاد أن تتمحور المخاوف الاقليمية برمتها حول البرنامج النووي لإيران و منظوماتها الصاروخية التي تشکل تهديدا للمنطقة کلها.
تأکيد وزير الدفاع الايراني على عدم تواجد قوات إيرانية على الارض في کل من سوريا و العراق، رغم انه کلام غير دقيق و أبعد مايکون عن الحقيقة، لکن الذي هو معروف لشعوب و دول المنطقة و العالم کلها، ان الميليشيات و المجاميع و الکيانات المسلحة التي قامت طهران بتأسيسها في سوريا و العراق و تخضع لإشراف و توجيه الحرس الثوري الايراني، هو بحد ذاته دحض لتصريحاته و تفنيد کامل لها، إذ أن هذه القوات شبه النظامية و التي إستخدمتها و تستخدمها إيران من أجل تنفيذ أهداف و غايات ترتبط بمخططاتها و سياساتها المتعلقة بالمنطقة و العالم، يمکن النظر إليها في أغلب الاحيان أنها بمثابة قوات من جنسيات أخرى لکنها تتبع إيران من النواحي العقائدية و السياسية و العسکرية و الامنية، بل وان هنالك قادة لهذه الميليشيات يتفاخرون بتبعيتهم لإيران ولايتوانون عن تقبيل يد المرشد الايراني الاعلى في إظهار ولاء طاعتهم، کما ان آخرون يتنافسون في إطلاق تصرحات بهذا الخصوص، وان هذه الميليشيات و الجماعات المسلحة قد کانت موجودة قبل ظهور و بروز داعش، وقبل أن يکون هناك أي تهديد ضد المراقد المقدسة، رغم انه من المفيد جدا هنا الإشارة مجددا الى التصريح الهام الذي أطلقه قائد القوات الامريکية السابق في العراق الجنرال جورج کيسي بخصوص إتهامه لإيران بالتورط في تفجير مرقدي الامامين العسکريين في سامراء!