رجال الفضاء والجيش العراقي

1921 تأريخ يتذكره العراقيون جيداً، ويحتفلوا في السادس من كانون الثاني عيدا، كنا نقف في ذلك اليوم منشدين بحب الوطن والجيش يوم كان هناك جيش.


الجيش كان في تلك الفترة أفراداً نراهم بأم اعيننا يأكلون كما نأكل ويشربون كما نحن، اما اليوم فمع تطورات الزمن والتكنلوجيا واﻻنسان اصبحنا نرى عسكريين من نوع خاص جداً انهم الفضائيون وما ادراك ما هم.



تتضارب التصريحات حول اعدادهم، ويتناقس المتنافسون في تبيان ماهيتهم، ﻻنهم من كوكب الفضاء.

خمسون الف جندي فضائي رقم يذكره العبادي رئيس الوزراء الحالي وزاد آخر عليه ليوصلهم مائة الف وبرز نائب رئيس الجمهورية عﻻوي ليتكلم عن مائتين وخمسين الف فضائي، (ومين بزود) ﻻن المزاد ﻻ يزال يعمل ببركة ما خلفه لنا مختار العصر السابق ابو اسراء من مؤسسة متهالكة ينخر الفساد فيها نخرا، وتصنف على انها جيش من الفضائيين.



لو كان الفضائيون كما في الرسوم المتحركة (جريندازير) ﻻستطعنا حماية ما تبقى من مناطقنا لكن الجماعة اسم وبس والباقي ليس خسا بل رواتب طائلة يأكلها هذا المسؤول او ذاك.



واﻻن أجل اﻻن فقط عرفنا كيف انهارت اربع فرق عسكرية في نينوى في عشية وضحاها وكيف احتلت عصابات داعش المدينة بساعات في ظل تراجع بل وانهزامية الفرق العسكرية ورجال الفضاء على حد سواء.



ترى ما الذي يرهق ميزانيتنا كل سنة اﻻ الصرف على المؤسسة العسكرية، تقريباً ربع الميزانية للقضايا اﻻمنية وﻻ أمن.



يطالعنا من جديد بعد هذه التصريحات عن الجنود الفضائيين مختار العصر ونائب رئيس الجمهورية الحالي ورئيس الوزراء السابق المالكي ليشكك في أرقام الفضائيين بل ويكذب تصريحات خلفه العبادي وكأن الظاهرة غير موجودة بل حتى ﻻ نظلم الرجل ليست بهذا التوسع.



اين كنت يا مالكي عندما احتلت نينوى من قبل افراد مئات.

اين كنت يا مالكي عندما احتلت اﻻنبار ببضع مئات.

اين كنت يا مالكي عندما احتلت صﻻح الدين باعداد قليلة.

الم تكن بغداد في مهب الريح لوﻻ تدخل القوات اﻻمريكية وحماية المطار.



الظاهرة مقلقة جداً، وباب آخر من ابواب الفساد في المؤسسة اﻻمنية وما اكثر ابواب الفساد.

نقول بعد كل هذا: ينبغي علينا جميعاً اعلاميين وسياسيين ومسؤولين و عراقيون اوﻻ وآخرا كشف هذه الملفات الخطيرة والشد على يد رئيس الوزراء السيد العبادي في كشفهم وكشف المتورطين معهم بل وتقديمهم الى القضاء لينالوا جزاءهم العادل.



إن ارقاما مهولة توضع اليوم في حسابات فلان او علان هي في اﻻصل اموال الدفاع عن البلد، وإن الظاهرة كشفت متأخرة ونحن نتحدث عن دورتين لرئيس الوزراء السابق نوري المالكي.



ان اصلاح وتطهير المؤسسة العسكرية من الفضائيين والفاسدين اصبح اليوم اولوية اﻻولويات في عمل الحكومة حتى ﻻ تصيبنا نكبة جديدة في محافظة رابعة او خامسة في ظل جيش من الفضائيين اسمهم بالحصاد ومنجلهم مكسور.



على مجلس النواب أخذ دوره هو اﻻخر في استجواب ومسائلة المسؤول عن هذه الظاهرة ايا كان مسماه، واﻻ تخضع الحسابات السياسية دون ذلك، وبذلك يكون المجلس قد تخلى عن دوره التشريعي والرقابي.



حمى الله العراق واهله، من عدوان المعتدين، وشرور المفسدين ورواتب الفضائيين