الزيارة المکوکية التي يقوم بها علي لاريجاني لدول في المنطقة، ومن ضمنها العراق، و تصريحاته بشأن الاوضاع في المنطقة و العراق، تأتي في ظل مرحلة دقيقة و حساسة تمر بها المنطقة و العراق وقد تنجم و تتداعى عنها تطورات او مستجدات بالغة الخطورة قد تؤدي حتى الى تغيير في خارطة المنطقة و قلب الامور کلها رأسا على عقب. لاريجاني المحسوب على التيار المتشدد في إيران، يقوم بزيارته هذه في ظل أوضاع إستثنائية تمر بها بلاده و تواجه تحديات و تهديدات على أکثر من صعيد، وفي خضم الصراعات المحتدة بين مختلف التيارات داخل نظام الجمهورية الاسلامية في إيران، فإن لاريجاني يحاول من خلال زيارته هذه أن يدلو بدلوه من أجل تقديم خدمة لبلاده عموما و للتيار المتشدد الذي ينتمي إليه خصيصا، ومن المهم أن تؤخذ هذه الحقيقة بنظر الاعتبار من قبل تلك الاوساط و الجهات التي تعقد آمالا على هذه الزيارة و تعتقد بأنها ستساهم في إيجاد حلحلة و علاجا للعديد من العقد المستعصية. التورط الايراني في العراق و إزدياد حجم و نوع التدخلات، انما کان ولايزال بتأثير و توجيه و إشراف من قبل التيار المتشدد الذي يهيمن على الحرس الثوري و الاجهزة و المؤسسات الامنية و الجيش، وان لاريجاني و أمثاله من المنتمين الى التيار المتشدد في إيران، هم دعموا و يدعمون تزايد و إستشراء نفوذ طهران في العراق و المنطقة و يقفون على الضد من أي مسعى و محاولة من أجل إنهائها او وضع حد لها، ومن هنا، فإن زيارة لاريجاني و لقائاته بالمسؤولين العراقيين المختلفين انما تتجه في إطار لغوي و کلامي وليس له من أي تأثير او دور على أرض الواقع، لکنها"أي هذه الزيارة"، تسعى أيضا لحرف الانظار عن العديد من المسائل و القضايا الساخنة على الساحة، نظير قضية الارهاب، إذ يحاول لاريجاني الترکيز على الارهاب من زاوية التنظيمات ذات الميلول السنية فيما يتغافل عن التنظيمات ذات الميول الشيعية و التي للحرس الثوري الايراني و للجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، دور اساسي و رئيسي في إنشائها و توجيهها. زيارة لاريجاني، هي زيارة إستعراضية تهدف بالاساس الى خدمة مصالح و توجهات تيار إيراني، وهي في کل الاحوال ليس بإمکانها أن تقدم أي شئ إيجابي، بل انها مجرد زوبعة في فنجان لن تقدم او تؤخر.
|