العراق التاريخي وعراق سايكسبيكو ج2


لم تكن الحلقه التاليه من لعبه السياسه الانكليزيه مطلع القرن العشرين (في البلاد العربيه ) هي مساله وليده الصدفه او هي وليده فكر انكليزي طارئ . حيث كانت امبراطوريه بريطانيا العظمى تموج في بحر من الامم والشعوب المختلفه الالوان ولاعراق والاديان والشعوب ذات الثقافات المختلفه والاديان المختلفه وقواعد السلوك الجمعي لمختلف تلك الفسيفساء المجتمعيه على مدار الكره الارضيه. لذا فمن المفيد واعتبارا من هذا الواقع القول ان العراق من تلك الامم التي ماكانت لتكون لولا احدى تلك الالاعيب السياسيه التي اوجدت بلدا له الكثير من الاهميه الجيوسياسيه لصالح النزعه المستدامه للمؤسسيه الاستعماريه البريطانيه .ان خطا مستقيما كان قد اختطه احد اكبر مهندسي السياسه الانكليزيه انذاك (مارك سايكس ) لتقسيم منطقه هي في الواقع اكثر من مقسمه فكريا وطائفيا ودينيا وسياسيه تحت تاثير عوامل في غايه التعقيد اقلها شانا التاثير البريطاني نفسه .ومنذ ذالك الحين وقع ما تحت ذالك الخط الاردن وفلسطين والعراق العربي بيد السياسه الكولنياليه الانكليزيه في حين كان من الممكن ان تقع ما هي شمال الخط الوهمي في قيضه الفرنسيين ثم كانت اللعبه البارعه التي اتخذتها الاله الحربيه البريطانيه بعرقله الفرنسييه ادت لتنازل فرنسا مكرهه عن ولايه الموص لتكتمل اخيرا الحلقه التاليه من الشكل الحالي للعراق. من هنا كانت البدايه ولايه الموصل هي احدي اكثر الولايات العثمانيه اهميه من حيث التاريخ والجغرافيا من حيث الموقع في الخاصره التركيه القريبه وهي كذالك الولايه التي تمثل مذهب الاغلبيه العثمانيه السنيه .من هذا المنطلق كان الوجه العراقي الجديد فمن الممكن لبريطانيا بل من حقها استعماريا على الاقل جمع منطقتين نفطيتيه متباعدتين حقول نفط كركوك في الشمال وحقول نفط البصره في الجنوب لكن ليس من حقها حتى ولو من الوجهه الاستعماريه ايجاد توازن سني شيعي لايجاد عدد من السنه يتناسب مع النسبه الشيعيه .ان التوازنات العرقيه في البلد الواحد هي في الواقع من اكثر ما يحدث التنافر والتباغظ بين ابنا ذالك البلد ولهذا الامر نرى ان ما قام به الانكليز في هذا الامر ليس هو اكثر من محاوله مقصوده لخلق روح الفتنه بين العراقيين بعد ان عمد الاستعماريون الانكليز لزرع الاقليه السنيه كراس الهرم في السلطه العراقيه التي امتدت اكثر من ثمانون عاما. ليس المهم هو ماكان من الفعل البريطاني او الفرنسي بل في السبب الذي دعا الى هذا الامر كان الانكليز يدركون ان العراق هو اغلبيه شيعيه واقليه سنيه حتى ولو على ضفتي القوميه الكرديه والعربيه .فمن المفيد لهم تحديدا انتاج سلطه متناسقه تمثل المصالح البريطانيه واقناع اغلبيه الشعب العراقي مع بريطانيا ولكن نجد العكس في حاله تكاد تحير عقول المتابعين منذ سايكسبيكو وحتى يومنا