هموم عراقية -2-



(1) 

إنْضَمْ لملايين الأصوات التي بحّتْ ،وهي تُطالِبْ بجعل العراق محميّة طبيعيّة، يُحظَرُ قتلُ العراقيّين فيها.
أُنقُذْ العراق.. وليس القطب الشمالي فقط .
فهذا البلد يعيشُ فيه ملايين الناس البسطاء الطيّبين،المُهدّدين بالأنقراض..وليس مجموعة صغيرة فقط من الدببة البيضاء الساحرة،وكركدن البحر المُدهش.
(2)
خريجو الأعدادية .. ضحايا نظام تعليمي ، وتربوي .. بائس ، وفاشل .
منذ ست سنوات قررت التفرغ لتدريس مادة مباديء الأقتصاد،للمرحلة الأولى (حصراً ) ،في محاولة من عمادة الكلية لأحياء تقليد اكاديمي "قديم" كان معمولا به في العراق لغاية السبعينيات من القرن الماضي ، ويلزم "كبار" الأساتذة،واقدمهم، وأكثرهم خبرة،بتدريس طلبة المراحل الأولى. وطيلة هذه السنوات، كنت ألاحظ ظاهرة كانت تتأكد لي،وتترسخ عاما بعد عام،وهي انخفاض مستوى خريجي طلبة المرحلة الأعدادية( بفرعيها العلمي والأدبي) في القراءة والكتابة،إلى حدود متدنية، بل ومضحكة أحيانا..بينما ترتفع في ذات الوقت المعدلاّت التي يحصلون عليها في الأمتحانات العامة (البكالوريا).و في العام الماضي أخبرني الكثير من الطلبة انهم يستوعبون المادة التي اقوم بتدريسها،ويفهمونها بشكل جيد..غير ان المشكلة هي في كيفية تحويل هذا الفهم إلى كلمات!!! .كانوا يتساءلون بقلق:كيف سنجيب على الأسئلة في الأمتحان؟نحن لا نجيد التعبير عن فهمنا للمادة من خلال الكتابة باللغة " الأكاديمية"(العربية طبعا) .وحين سألتهم ماهو الحل؟ ماالذي بوسعي فعله بهذا الصدد؟ أجاب البعض منهم:هل نستطيع الأجابة على الأسئلة بـ "الجلفي" ..يا استاذ ؟؟!!! .
(3)

اكتب اليكم من هنا.من المقبرة.متوسلاً اليكم ان تبقوا هناك،وان تكتبوا هناك،وان ترسموا هناك..حيثُ أنتم.نحن هنا لا نصلح إلا للحرب. لا نصلح لوظيفة أخرى،غير ان يستخدمنا الحمقى لقتل انفسنا.وحين يحل السلام الزائف، المُفترَض..سيهبط ُعلينا المُخلِّصون المهرِّجون،من منعطفات الكوابيس..قادمين إلينا من سماوات أخرى، بمظلاّت الملائكة.. فيصبح الأنتظار مهنتنا الوحيدة.
(4)
أهذهِ البلادُ بلادي؟
هذهِ البلادُ ليست بلادي. ولا الذي أراهُ منذ فجر اليوم بلادي.ولا الأرضُ التي تصفَرُّ تحت خُطانا ،بلادي.
كانَ لي بلدٌ وحيدٌ، أخضرُ،هو حضن أمّي.وقد تركتهُ خلفي ومضيتُ مع رجالٍ لاأعرفهم،إلى حيث لاأعرف،ولا أعرفُ طريق الرجوع.