ابويه ما يكدر بس على أمي

مثل عراقي بغدادي يقال لمن يتعامل بانتقائية، فمثلاً القانون العراقي حسب الدستور يطبق على الجميع، وجملة القانون فوق الجميع نجدها في معظم سيطرات ودوائر العراق، ولكن حينما يقع القانون على بعض الناس من ذوي النفوذ العشائري، أوالسياسي، أوالطائفي، أوالقومي فان القانون لايرى جرائمهم، وعلى أقل تقدير حينما يراها يتغاضى عنها مهما كانت كبيرة! ولكن حينما يسرق الفقير الجوعان بيضة يطبق عليه القانون والدستور، ويتم سجنه، وهذا يحدث يومياً في العراق العظيم! ولا أعلم ما هي عظمة هذا العراق.

فقد تفاعلت قضية إطلاق العيارات النارية في مواقع التواصل الاجتماعي التويتر والفيس بوك ، وفي بعض القنوات التلفازية، بعد فوز المنتخب العراقي على منتخب إيران ضمن منافسات كأس آسيا 2015 الجارية في استراليا، والجميع قد أدان هؤلاء المستهترين بدماء الأبرياء، حيث سقط العشرات بين قتيل وجريح جراء هذه الممارسة غير الإنسانية وغير الحضارية، والتي تمتد جذورها إلى عشرات السنين بين أوساط المجتمع العراقي العشائري، والغريب أن أغلب هؤلاء المستنكرين لهذه الجريمة قد تمنى خسارة المنتخب العراقي في مباراته القادمة مع كوريا لكي لا يحصل ما حصل، ولكن لم أقرأ أو أسمع من يوجه اللوم للحكومة العراقية، وأجهزتها التنفيذية المتخصصة في متابعة هذه الجرائم التي يعاقِب عليها القانون، والتي تصل عقوبتها في بعض الأحيان إلى الإعدام، ولم نرها يوماً تعاقِب من يقوم بهذا الفعل الذي يحدث في بعض الأحيان أمام أنظار السلطات الأمنية التي تجوب الشوارع من خلال دورياتها، وسيقول البعض من المدافعين أن مصدر النيران مجهول، وهذا غير صحيح، لأن السلطات قادرة على تشخيص ما نسبته 60% من هذه الحالات، ويجب إلقاء القبض على البعض من هؤلاء، وتقديمهم إلى المحاكم المختصة، والإعلان عن هذه الإجراءات في وسائل الإعلام، حتى يكونوا عبرة للآخرين، ولكي لا تتكرر مآساة قتل الأبرياء، وقتل فرحة الشعب العراقي في آخر ما تبقى من التوحد العراقي وهو مجال الرياضة، ونقول لكل من صب نار غضبه على المنتخب الوطني، عليك أن توجه غضبك الى السلطات الحكومية كونها هي المسؤولة عن حماية أرواح المواطنين، وهي من تسببت بقتل وجرح الكثير منهم بسبب عدم تطبيق القانون وملاحقة المجرمين، وليس السبب فوز المنتخب الوطني، لو أبوي ما يكَدر غير بس على أمي!.