داعش البريطاني الارهابي يفقد آخر حواضنه في الأنبار.. والجيش العراقي يكسب أبناء العشائر


العراق تايمز: حمزة مصطفى..

في الوقت الذي أعلن فيه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن الجيش العراقي يشعر بالراحة في الأنبار الآن، فقد أكد مسؤولون محليون وزعامات عشائرية متصدية للقتال ضد تنظيم داعش هناك أن السبب في ذلك يعود إلى انكشاف حقيقة «داعش» من قبل أبناء الأنبار. وكان العبادي قال في تصريحات تلفزيونية نقلتها شبكة «سي إن إن» الأميركية: إن «قوات الجيش العراقي تشعر بالراحة في الأنبار في الوقت الحالي»، مبينا أن «هذا الأمر لم يكن كذلك قبل عام». وأضاف أن «الكثير من المقاتلين في الأنبار يقاتلون إلى جانب قوات الأمن العراقية».

من جهة أخرى أظهرت أرقام البنتاغون أن تنظيم داعش لم يخسر حتى الآن سوى 700 كلم مربع من الأراضي في العراق، أي واحد في المائة فقط من 55 ألف كلم مربع سيطر عليها عام 2014. وأقر المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي بـ«أنها نسبة ضئيلة».

لكنه تدارك أن هذه الكيلومترات المربعة التي استعادت غالبيتها القوات الكردية في شمال العراق تشكل مناطق مهمة بالنسبة إلى «داعش»، مدنا ومناطق مأهولة.

وقال الشيبخ رافع عبد الكريم الفهداوي شيخ عشيرة البوفهد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «ما تحدث به رئيس الوزراء، العبادي، صحيح وهو بالفعل لا يزال الإعلام غافلا عنه لكنه أصبح مسألة جديرة بأن يتم الإفصاح عنها حيث إنه في المناطق التي تتولى فيها العشائر التصدي لتنظيم داعش بات هناك تعاون وثيق بين أبناء هذه العشائر وقوات الجيش وقوى الأمن حيث توفرت بيئة مناسبة الآن للطرفين لكي يكونا في خندق واحد»، مبينا أن «الاحتقان الطائفي خلال المرحلة الماضية والتصعيد السياسي الذي تسببت به التصريحات النارية للسياسيين من الطرفين كان هو السبب الرئيس في ذلك الأمر الذي سهل لتنظيم داعش إيجاد بيئة تحولت إلى حاضنة لها تمددت من خلالها». وأوضح الفهداوي أن «تنظيم داعش استغل جو الاحتقان كما حاول استغلال كل العشائر لكنه في الوقت الذي لم ينجح في كسب ود عشيرة بكاملها فإنه نجح في إيجاد حاضنة ولو صغيرة في كل عشيرة». وأشار إلى أن «السبب الرئيس في تقبل الجيش العراقي في الأنبار ومن قبل أبناء العشائر هو (داعش) لا غيرها التي أسفرت عن وجه قبيح بين أبناء العشائر بينما جاءت التغييرات العسكرية التي أجراها العبادي في زج عدد من القادة من أبناء تلك المناطق مما خلق بيئة جديدة أدت إلى تحقيق إنجازات على أرض الواقع رغم قلة الأسلحة والعتاد».

وفيما أيد الفهداوي تقديم شخصيات وأطراف سياسية وعشائرية من أهالي الأنبار إلى المحاكمة بسبب ركوبهم موجة التظاهرات وأسهموا تحت بند المطالب المشروعة في إدخال «داعش» في الأنبار فإن الشيخ غسان العيثاوي رجل الدين وأحد شيوخ عشيرة (البوعيثة) في الأنبار أعلن في تصريح لـ«الشرق الأوسط» رفضه لـ«مثل هذه المحاولات لأنها تهدف إلى إثارة الفتنة بين أهالي الأنبار في وقت حرج». وأضاف العيثاوي أنه «ليس من مصلحة أهالي الأنبار إثارة مثل هذه الأمور لأن من شأنها شق وحدة الصف وهو ما يمكن أن تستفيد منه (داعش) مجددا بالإضافة إلى أن هناك حقيقة لا بد من التأكيد عليها وهي أنه ليس هناك من بين أهالي الأنبار من كان يفكر بمثل هذه الطريقة حيث إن الجميع كانوا انتفضوا على مطالب مشروعة وقد استغل (داعش) الجو دون ترتيبات مسبقة».

من جانبه أكد عضو مجلس محافظة الأنبار عذال الفهداوي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «ما تحقق في جبهات الحرب ضد تنظيم داعش خلال الفترة الأخيرة بعد سلسلة التراجعات أكد وحدة الصف الوطني وأن (داعش) عدو الجميع ففي حال حققت تقدما فإن الجميع يخسر وفي حال تراجعت فإن كل العراقيين من كل الطوائف والمذاهب ينتصرون». وأضاف أن «الجيش العراقي مرحب به في كل مكان بالأنبار وكل ما يقال بعكس ذلك هو نوع من الحرب الإعلامية لا أكثر».

من جهته أكد المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي أن تنظيم داعش بات غالبا في موقع الدفاع مضيفا «لم نعد نراه يحاول السيطرة على مزيد من الأراضي بل حماية طرق التواصل التابعة له». ولفت إلى أن التنظيم يجند أطفالا للقتال أو شن هجمات انتحارية، مما قد يعني أنهم يعانون مشكلات في الكثير. وتابع أن التنظيم خسر أيضا «ملايين الدولارات» من عائدات النفط جراء ضربات التحالف ويعاني مشكلات لتعويض احتياطه من الآليات، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال المتحدث أيضا «رغم مؤشرات التقدم هذه، لا نزال ندرك أن (داعش) تبقى قوية في العراق وسوريا»، مذكرا بـ«أننا قلنا دائما إن الحرب ضد التنظيم ستكون مسارا طويلا».

وبحسب أرقام البنتاغون فإن القوات الكردية تسيطر على نحو 56 ألف كلم مربع فيما تسيطر القوات العراقية على 77 ألف كلم مربع. وتابع كيربي أن هذه الأرقام لا تمثل كامل مساحة العراق بل المناطق المأهولة والتي «لها أهمية». وتبلغ المساحة الإجمالية للعراق 437 ألف كلم مربع. وصرح الجنرال لويد أوستن الذي يترأس الحملة العسكرية بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش لصحيفة «وول ستريت جورنال» أول من أمس إن «القوات العراقية ستكون جاهزة لشن هجوم مضاد من أجل استعادة السيطرة على مدينة الموصل في الشمال بحلول الصيف».