الاستراتيجية الامريكية لاطالة امد الحرب

 

 ننقسم نحن كعراقيين بين مؤيد للحشد الشعبي ومعارض له هدفه بعيد عن تخليص المناطق الشمالية والغربية من العراق من عصابات داعش فابناء المنطقة المتضررين من اساليب داعش الهمجية في تلك المناطق استغاثوا بالعراقيين لمساعدتهم وغادروا مدنهم وقراهم الى محافظات الوسط والجنوب والى خارج العراق .

واكثر ما كتب عن الحشد الشعبي له اغراض قصد عرقلة الجهد الوطني الذي يشكل الحشد الشعبي ركيزة مهمة من ركائزه اضافة الى ابناء عشائر المنطقة والقوى الامنية "الجيش والشرطة" " هدفها تحرير المناطق الشمالية والغربية من العراق ،وهذه الاتهامات بمصلحة الاستراتيجية الامريكية بسعيها لاطالة امد الحرب وفقا لتصرح رئيس الاركان المشتركة ديمبسي ان "الحرب ضد داعش ستطول لسنوات" وايده مستشارون في البنتاغون واعلن وزير الدفاع المستقيل هافل قبل تسليم اسقالته عن تأييده لما جاء بهذه التصريحات باطالة امد الحرب .

اولا واخيرا لا يجوز سوى الاعتراف بان العمليات العسكرية ترافقها تعديات بعضها ثقيلة وبعضها تحصيل حاصل ، وهذا يسري على القوات الامريكية التي ذهب ضحية اخطاءها المئات من المدنيين الابرياء زمن الاحتلال وبعده في وسط وجنوب العراق . ومازالت هذه القضايا التي يصل بعضها حد الجرائم المتعمدة رهن المحاكم في بريطانية وامريكا لم تحسم لحد الان .

وللتأكيد لا تبرير مطلقا للتعديات من اي جهة او مصدر والقانون يفصل في جميع القضايا اذا كانت هناك تجاوزات خاصة الجرائم التي تتعلق باعمال القتل والتصفيات الجسدية والتعذيب وما شابهها من ممارسات فاشية في الحرب والسلم لا فرق واي جريمة ترتكب ضد المدنيين سيحاسب عليها القانون .

ان اكثر التهم الموجهة للحشد الشعبي اعتباطية ومغرضة وبدون سند وليس لها اساس الغرض منها عرقلة تحرير المناطق الشمالية والغربية من داعش وفقا للاستراتيجية الامريكية باطالة امد الحرب واستنزاف ثروات العراق وثروات المنطقة .

وهناك من ينفخ بقوة داعش كقوة اسطورية لا تقهر دعما للاستراتيجية الامريكية بقصد وسوء نيةام بدون قصد وسوء نية انجرافا مع الالة الاعلامية الغربية والامريكية التي تركز على قدرات داعش العسكرية بانها القوة القاهرة التي لا تهزم بقدرات وطنية ومحلية ولا بد من التحشيد باهض الثمن كشرط لهزيمتها عسكريا في العراق .

فساعدتها واوجدت لها اذرعا ثقافية فاشية وحربية في اوربا وامريكا للغرض نفسه ، ولا مفاجئة بحدوث عمليات ارهابية بين حين واخر في دول اوربا وامريكا نفسها لانها في النهاية تدعم الاستراتيجية الامريكية بمحاربة الارهاب طويلة الامد .

فالالة العسكرية الامريكية لا يمكنها ان تعمل بدون عدو باعتباره مصدر الاستمرارية وزيادة وتيرة التسلح والتنافس على الانتاج وتطويره وهذة بحاجة الى عدو اقل ما يمكن ان يقال عنه بانه لا يقهر ليشكل مصدر استمرارية للالة العسكرية بالعمل الدؤوب والتطوير والتسليح النوعي وزيادة فعالية نظرية "التفوق" الامريكية .

ونواجه هذه الحقيقة يوميا تقريبا بدعايات متفوقة بدورها من مصادر شتى لا تحصى لكثرتها فبدون هذا التفوق لا يمكن لدولة منفردة مكافحة الارهاب الذي تجمع اكثرية دول العالم على ضرورة مكافحته مشرقا ومغربا بمساهمة امريكية فعالة .

وتشويه صورة الحشد الشعبي بقصد وبدون قصد تأييد للاستراتيجية الامريكية بمكافحة الارهاب باطالة امد الحرب ،وليس فيه مصلحة وطنية سواء بالنسبة للسكان الحضريين المتضررين من ممارسات داعش الارهابية في مناطقهم ويحشدون للتخلص منه او سواها من المناطق الوسطى والجنوبية لان هذه الاتهامات تطيل امد نشاطات داعش والقوات الاجنبية في العراق وتستنزف الثروة الوطنية الى اجل غير مسمى دون التوصل الى نتائج للسكان بتحرير مناطقهم من داعش وممارساته الهمجية ضد سكان هذه المناطق في المستقبل القريب .

واتهام قوة وطنية اعتباطا مساندة لقوى الامن "الجيش والشرطة" ولابناء عشائر المنطقة لتحرير اراضيهم من الارهابيين والمجرمين وعودة السكان الى مدنهم وقراهم جزء من الاستراتيجية الامريكية باطالة امد الحرب في العراق والمنطقة تحت ذريعة مكافحة الارهاب والتنظيمات الارهابية الهمجية .

وتبدو هذه الجهود المحمومة لتشويه الحشد الشعبي وابناء عشائر المنطقة لتحرير مناطقهم من وباء داعش تهدف الى عرقلة سعي هذه القوى لتحرير مناطقهم واطالة امد الحرب وفقا للاستراتيجية الامريكية بمكافحة الارهاب