انتبهوا أيها القرّاء الكرام

 

بكل صدق أقول لكم: إاني والله لأكره ان أبدو في كتاباتي كما المعلم أحيانا. لكن للضرورة احكام كما يقولون أو "شجابرك على المر" كما يغنون. لا يتصور بعضكم أني حين أضع عليه "بلوك" في صفحتي الخاصة على فيسبوك سأكون مسرورا. ما من إنسان تسعده خسارة شيء من رصيده. ورصيد الكاتب، كما تعلمون، قرّاؤه. وحجب قارئ مهما كان وزنه هو بالنتيجة خسارة مؤلمة. لكن ما عساي ان افعل سوى مثل ذلك الذي صاح "شيفهم حجي أحمد آغا"؟ 
من القراء من يتجاوز على الكاتب بردوده خارج حدود اللياقة متصورا أنّ ذلك حقاً من حقوقه او انها الديمقراطية هكذا. اختصرها أحدهم بعد ان ألغيت قبول صداقته، لأحمي الصفحة وقراءها من تعليقاته وشتائمه النابية بقوله: انت شخصية عامة وغصبن عليك تتقبل شتائمنا! وهذا هو الذي يجبرك على المرّ.
هناك خلط كبير وسوء فهم لمعنى الشخصية العامة عند الكثير من الناس ،اذ لا يفرق بعضهم بينها وبين الشخصية المعروفة. كل من الشاعر والكاتب والفنان وكذلك المطرب ولاعب كرة القدم يعتبر ذا شخصية معروفة وربما مشهورة أيضا. وإن كان البعض يسميها عامه فتأتي بمعنى ان اسمه عمّ بين الناس. هذا لا يعني بأي حال من الأحوال انه يعيش على المال العام. فلو كان كذلك لجاز شتمه وانتقاده. فعضو البرلمان والوزير ورئيس الوزراء شخصيات عامة ،لأن المال العام قد سوّاهم كذلك. وما كانوا لينعموا بالمال والجاه والكومشنات" لولا فضل الناس الذين انتخبوهم وتنازلوا لهم عن حقوقهم في المال العام. أما الشاعر، مثلا، فلا فضل لأحد عليه في ذلك، إذ لا المنصب سواه معروفا ولا النفط. ولا يمكن لأي منهما ان يصنعه. أما المسؤول من ذوي الدرجات الخاصة فما فوق فلأنه يعيش على مال الناس صارت عليه واجبات تجاههم ولهم عليه حقوق ،لأنه يشتغل بفلوسهم. 
الأغرب من ذلك كله يأتيني أحدهم فيشتمني عينك عينك. وعندما أعترض عليه او أحذّره بأني سأحجب تعليقاته يرد غاضبا: لعد وين الديمقراطية التي تنادي بها؟ لو كنت قد انتخبتني لكان لك الحق في دعواك بالديمقراطية يا سيدي. أما الأشد غرابة فهو انهم لا ينتقدون او يشتمون الحاكم الذي دمر بلادهم ورمى بخيرة أبنائهم في مهالكه وجعل بلدهم في اول قوائم الدول الفاسدة والمتخلفة، بل يأتون على كاتب ينتقد ذلك الحاكم من اجلهم فيشتمونه باسم الديمقراطية!
ولأنني أحبكم جميعا أدعوكم للتفريق بوعي بين شخصية عامة بنت نفسها بنفسها وأخرى صيّرها المال العام كذلك. فانتبهوا يا أحباب.