متى يحاكم القضاء، المالكي ورواد الفضاء!

المجتمعات التي تعتمد الخرافة والأساطير، تصنع قادةً على غرار أبطال تلك الأساطير، وليس غريباً من أن يتصرف مجتمع بهذا الشكل، خصوصاً إذا كان مجتمعاً أُمياً، يجهل ما يدور حوله، من قريبٍ أو بعيد، ولكن الغريب أن يصدق قادة هذه المجتمعات أنهم يعيشون أحداث تلك الأسطورة!
المالكي الذي جعل منه الدعاة إسطورتهم، التي بذهابها سيذهب العراق والمنطقة إلى الجحيم، وأن لا منجا من ذلك إلا به، فألهوه من حيثُ لا يشعرون، كعادة الأساطير وحكايات الألهة عند الاغريق، ولكن كما قلنا ليس غريباً تصرفهم هذا، ولكن الغريب من تصرف هذا الشخص، الذي بدأ يتصور أشياءً فيحسبها من واقع حياته، وأن الألهة منحتها جزءً منها، ولا أستبعد منه (لو كنا نعيش في زمن الاغريق) أن يدعي أنه أبن زيوس أو كيوبد أو أي إله آخر.
القلم الذي وقع به تنفيذ حكم الإعدام، بحق طاغية العراق المقبور، كان قد حملهُ معهُ أثناء هربه من العراق!، على أثر مطاردة النظام السابق له(مطاردة مفتعلة كما أظنها)، فما دام هو الإسطورة التي أعدمت الأسطورة (فالأسطورة لا يقتلهُ إلا إسطورة مثله) فلماذا لا يكون قلمهُ إسطورة أيضاً!؟ ولكني أظن بأن النظام السابق أهداه لهُ، حين تم تهريبه (كي يكون سكينة خاصرة للمعارضة الحقيقية) كما نرى في الأفلام، فأن البطل يعطي سيفه لقاتله، فهو يراه كفؤه، ولذلك إحتفظ به طول هذا الوقت!.
بالمقابل نحنُ المعارضون لسياسة المالكي، لم نخرج من إطار الإسطورة، فظننا أن العبادي الذي جاء نتيجة حراك شعبي كبير ومطالبة بالتغيير، سيكون المنقذ الذي يصلحُ ما أفسده سلفهُ، ولكنَّ شيئاً من هذا لم ولن يحدث، وما الأساطير إلا حكايات كتبها أُناس مرضى بداء القهر والظُلم من كلا الفريقين، الظالم والمظلوم، الغالب والمغلوب.
طالبنا القضاء وحسبناه إسطورة أيضاً، بأن يُحاكم المالكي وأعوانه، فوجدنا القضاء بحاجة لمن يقاضيه، لقد طالبنا السُم كي يكون بلسماً لجراحنا، التي لا أرى لها علاجاً في الأساطير، فلكي نجد لها العلاج توجب علينا ترك الأساطير، وبناء دولة مدنية عصرية عادلة، تعتمد القوانين والتشريعات، ولا تعتمد الشخصيات والمناصب ومن يجلس فيها.
بقي شئ...
التغيير ما زال شعارنا، ولن نتراجع عنه أبداً.