ديمقراطية عبود في العراق : شعب يموت ومسؤول يتمتع !

أتذكر في منتصف تسعينيات القرن الماضي شاهدت عبر التلفاز حلقة لمسلسل تلفزيوني من بطولة المبدع عبد الستار البصري والذي كان يمثل دور ( عبود ) حين داهمته الشرطة وهو يبيع السكائر قال لهم ماهي جريمتي قالوا له انك تسبب ضرر للأقتصاد الوطني فقال بلهجة ساخرة ( يعني هو عبود الي خرب الأقتصاد الوطني ) ومنذ ذلك التأريخ لم يغادرني هذا الأسم الذي سبب الكوارث للعراق فمن السهل عليك وانت تفرغ همومك تشتم عبود بينما انت رأس النظام ومع اشتهار هذا الأسم كان اسم آخر يردده بعض الشعراء عندما يسخرون من شخص ما ويتمنون ان يفشل في مهمة ما فيقولون ( سقط عبعوب ) وكان اجمل مايقول هذه الجملة الشاعر الشعبي العزيز جبار سمير .

رحل النظام السابق ولا اقصد نظام المالكي انما الذي سبقه وجائنا نظام مغلف بمسمى الديمقراطية على انها ستعيد العراق الى المحافل الدولية والعربية قويا عزيزا . وما هي الا اشهر معدودات حتى تذكرت عبود فالديمقراطية تحولت الى دم واضافوا لها الراطية بدأت بالأنتقام من عراقيي الداخل على انهم بعثيون فجاء المجرم بريمر ليشرع قرارات لتدمير العراق وتحويل شعبه الى معتقلين في سجن كبير اسمه العراق فيه القتل والخطف والتعذيب والتهديد ليبقى بريمر والمجاميع التي كانت تدعي النضال وحدهم يقسمون ثروات العراق بينهم دون وازع من ضمير فتأسست دوائر ومؤسسات ووزارات على اساس حزبي طائفي بامتياز وبدلا من التخفيف من اعباء المواطن راحت تلك الجهات تثقلها بسرعة فازدادت اسعار الوقود بنسبة اكثر من 2000% وبدأت مفردات البطاقة التموينية تتبخر وانتعش التمايز بين الناس واشتدت عمليات القتل لتزداد ذروتها في الاعوان 2005 الى 2007 لتحصد ارواح عراقيين لاذنب لهم سوى انهم صدقوا ان امريكا ستأتي لهم بالحرية والكرامة فأصبحوا بلا حرية ولاكرامة .

كتب الدستور واستثمرته الكتل والاحزاب لنهب ثروات البلد وكل عام ترصد مليارات الدولارات التي تزداد معها حالات الفقر والجوع والقتل مرت اكثر من 11 سنة على الأحتلال الأمريكي لكن ديمقراطية عبود هي الأسوأ في العالم !

عبود الديمقراطي مارس اعمال كارثية تسببت في نهب اكثر من 1000 مليار دولار والشعب يتعرض لأنتهاكات وجوع ! اي مفارقة تلك ؟

اي مفارقة ان عبود وجماعته يدعون ان العراق يعيش الديمقراطية بينما فيه تمايز طبقي كارثي تجعل من المسؤول يتمتع بالأموال ولخدم والحشم والجواري بينما المواطن يموت بمختلف اشكال الموت دون توقف ؟

لكن عبود يعرف اننا نستحق الموت لأننا نلهث ورائه ومن معه من فاشلين وطائفيين يؤججون الفتن قبل الأنتخابات ليحصلوا على مناصب معبدة بالدماء.

ومن الواضح ان عبود يعرف اننا لانمانع من ان ندعمه ونصفق له مقابل درجة وظيفية بسيطة لاتساوي 300 دولار شهريا !

وعبود اصبح مقتنعا تماما ان المعادلة العكسية لديمقراطيته سوف لن تتغير حتى لو مات نصفنا طالما هو على رأس الهرم الخاوي من المخ والمصاب بنهم النهب والسلب والقتل !

في زمن عبود وديمقراطيته سيئة الصيت اقول لزملائي الشعراء الشعبيين انتا لن نسمع جملة ( سقط عبعوب ) انما سوف نسمع دائما جمل جديدة ( سقط المواطن أو سقط الوطن ) وهو امر في مرحلة تشير الى ان الوطن سيتقسم الى كانتونات صغيرة وهو أمر طبيعي في ديمقراطية عبود __

اللهم اعد الينا رشدنا فقد ظللنا الطريق وانشغلنا بالكذابين والمخادعين والسارقين مداحين لهم فوليناهم علينا وهم الآن ينتقمون منا بالموت اليومي !!