عشرة أيام وحزب الله يفي بوعده

بعدما تمكن الصهاينة من شن غارة، إستهدف من خلالها رتلا عسكريا تابع لحزب الله اللبناني، في مدينة القنيطرة السورية المحاذية للحدود مع فلسطين المحتلة، توعد الحزب على لسان القيادي نعيم قاسم بالرد في الوقت والمكان المناسبين، وعدا قد قطعته المقاومة الإسلامية على نفسها من أجل الثأر لشهدائها .
تمهل الحزب في الرد، دون أن يهمل قضيته، فهو يمتلك ترسانة عسكرية أرعبت الإسرائيليون منذ تأسيسه، وما حرب تموز إلا شاهدة على تمريغ أنوف الصهاينة بالتراب، فالدرس الذي أعطاه اللبنانيين في 2006 لن ينساه الإسرائيليون بعمرهم أبدا، فحرب تموز أنهت هيمتهم وغطرستهم على المنطقة، بعدما أرعبوها لعقود طوال بالتناسب مع التخاذل العربي، من شيوخ البترول وسياسيو الدولار .
ظن نتنياهو أنه تمكن من كسر المقاومة، وظل منتشيا بنشوة نصره المزعوم، فهو توقع وهما، إن حزب الله الآن ضعيف ومنهك من جراء المعارك التي يخوضها في سوريا، ضد تنظيم الدولة "داعش" والعصابات الأخرى من الإرهابيين، فتجاهل إن حسن نصر الله إذا قال فعل، فما لقاءه الأخير مع الإعلامي غسان بن جدو على قناة الميادين إلا بأبرز دليل على الوعيد الذي أطلقه .
رد المقاومة كان عنيفا ومعقدا، فبعد مضي عشرة أيام على العملية، تمكنت مجموعة يطلق عليها "شهداء القنيطرة" من تنفيذ كمين عسكري نوعي، طال رتلا عسكريا للجيش الصهيوني مكونا من تسع آليات، في منطقة مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، مما أدى إلى خسائر جسيمة في صفوف الصهاينة،كما وإن من بين القتلى قائد كتيبة في "لواء غيفعاتي" وإصابة جنود أخرين .
وقعت العملية في منطقة غير خاضعة للقرار الأممي 1701، مستغلا قواعد اللعبة بين الطرفين بعد حرب تموز،  شكلت العملية صدمة كبيرة للإسرائيليين، فهم لم يتوقعوا الرد المباغت الذي أخذهم على حين غفلة، كعادته الإعلام الصهيوني يتكتم على الحقائق، فهو يريد أن يظهر دائما أمام العالم بمظهر المنتصر، فعرف كيف يحول الهزيمة الشنعاء إلى إنتصار مدوي، يهرج به صباحا ومساءا .
تأتي هذه العملية قبل يومين من خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، خطاب سيضع النقاط على الحروف، ويترجم العملية سياسيا، فدماء القنيطرة غالية عنده، وسيبين إن عملية شبعا ما هو إلا رد بسيط ستلحقه ردود أخرى تؤذي الكيان الصهيوني وتوقفه عند حده