رُبَ ضارة نافعة

الامثال تضر ولا تقاس,ومنها رب ضارة نافعة للتشبث بحدث قد يفيد صاحبه بالرغم من ضرره وربما قساوته.

ففي حياتي الخاصة عندما رُحِلّت من الدولة التي كان لي فيها عمل وسكن وصلت الى بلد الشمال فاذا بآفاق العمل الجيد والمدر تتفتح ليًَ.هذا في الشأن الخاص أما الشأن العام فليس كل ضارة نافعة وانما قد تكون فعلا الضارة ضارة وبكل المقاييس.


يعلم الجميع ماذا حدث للناس للتعبير عن فرحتهم بانتصار الكرة العراقية في المباراة مع ايران من سقوط قتلى وجرحى باعداد ليست قليلة ولا يعلم الجهلة ان اطلاق العيارات النارية في احتفال صغير ,وهو ضار بكل المقاييس,قد تتحول الى كارثة انسانية بسقوط العديد من الشباب وربما الاطفال في محافظات عدة مع غياب القانون بالكامل حيث وفي اكثر الاحيان يشترك افراد من القوات الامنية ,لايقلون جهالة عن غيرهم,باطلاق العيارات النارية في الهواء حيث تأخذهم"الغيرة العربية" مما ادى الى تدخل وزارة الداخلية والمرجعية بعد حين ومتأخرين الى تحريم هذه الافعال امنيا وشرعيا,وهنا تدخل الشرع حتى في صغار الامور.ولكن هل سوف تتكرر هذه الافعال اللاقانونية والتي تدل على تخلف فضيع في فهم الفرح والتعبير عنه وهل في كل خرق بسيط وكبير لا يلتزم به الناس الا بعد تحريمه شرعيا؟اذا اين الوعي من كل هذا؟.فهل سوف نحترم القانون في مناسبات مختلفة ونبتعد عن استعمال السلاح لانه ذو حدين؟بالمناسة اطلاق العيارات النارية ليس في الافراح فقط وانما حتى عند تشييع شهيد من الجبهة.لكن لماذا كل هذا الترويع للناس؟



ومما ينطبق عليهم المثل هم الفاسدون,ظاهرة ضارة, لكن فضحهم ادى الى فتح عيون الناس عليهم ليتبينوا من هم ممثليهم في البرلمان والدولة,فهم في معظمهم حفنة من السراق وخونة الوطن وحتى لا يفصحون عن ذممهم المالية وان افصحوا لن يسألوا من اين لكم هذا التراكم المالي المخيف في بضعة سنين,كما يصح المثل على احتلال الموصل من قبل ارهابيي داعش حيث انكشفت اوراق الخونة من الضباط والاداريين الذين تركوا الناس والارض ولاذوا بالفرار قبل بدأ المعركة.



لكن هذه الظاهرة الضارة ,داعش, وبالرغم من خسارتنا الكبيرة في الشهداء والاموال والارض لكنها وحدت العراق وجعلت ابناء المحافظات الوسطى والجنوبية تضحي من اجل المحافظات التي ابتلت بجرائم داعش فيختلط الدم العراقي من اجل العراق.ومع ايجابيات الحشد الشعبي فنرى بعض الخروقات باسمهم من خلال اناس تركت ضمائرهم رهن المال .وبعد هذا كله انكشفت بعض العصابات ولكن القانون والقضاء يجب ان يكون سريعا وحديا مع هذه الجماعات والتي لا تقل خطرا من داعش.



والامثال تضرب ولا تقاس.