كراسي لا تقدر بثمن

اليوم هو لا يشبه الآخرين  لطالما حاول ان يكون قريبا منهم بأي طريقة ومهما كان الثمن ، إلا حياته على أساس ان حياة الإنسان لا تقدر بثمن . لقد حاول بشتى الطرق وان يختصر الطرق ان يعيد لنفسه الثقة والاعتبار . اذ لم يستوعب كيف سيعيش لاحقا ، لا يهم العار الذي سيلاحقه كونه متورط في فساد او غير نزيه لا يحبه او يحترمه الآخرون  ، لان هذه الأشياء صارت من البديهيات . المهم بالنسبة له كيف يخط خطوطه العريضة في صفحة جديدة .. حتمت عليه كيف يعيش وماذا يقول وأين يتسكع ، هل يعود الى بلدته الأم كونه يحمل الجنسية الثانية ، لقد استنفذ كل المتع حتى انه في احد الأيام  انتمى الى واحد من أندية العراة أحب أن يراه الناس عاريا كما ولدته أمه.  وعندما تسنى له ذلك ..عاد الى بلدته المؤقتة بصبغة دينية ، لكن سرعان ما افتضح أمره وانكشف أمام الملأ عاريا تماما على خلاف الصورة التي اراد ان يرسخها كرجل ورع  . لقد ضاجعته الكراسي منصبا منصبا خلال عقد من الزمان وفي كل مرة كان ماكرا مثل لص ، فضا مثل عاهرة لعوب . وجد نفسه الآن ملقا وغير مرحب به حتى بين قوائم كراسيه ..
                                       
افكار كاتب في مستهل خريفه
 
ماذا هو فاعل الان هل يعتزل الكتابة . كونه كاتب قضى ثلثي حياته عبثا يهرول وراء الكلمات الآبقة .. كانت تهرب مثل الجرذان ، التي يحاول ان يتمسك في ذيولها وحين يتحقق له ذلك ، تراها تحاول التهام يده واصابعه . عليه ان يكون مصيخا السمع لجرذان افكاره التي تبقى تناور وتعبث لتهجم عليه في اشد اوقاته حرجا وبعدا عنها ، حين لا يكون متسعا من الوقت والمكان كي يستقر قلمه بين ثلاثة اصابع من يده اليمنى التي كانت تبحث عميقا في جحور تلك الجرذان