سلمان الملك الأخير لمملكة آل سعود

مضت عشرة أيام تقريبا؛ على تولي سلمان بن عبد العزيز لحكم المملكة السعودية، بعد رحيل الملك عبد الله لعالم الحساب، خبر موته لم يكن مفاجئا، عديد من الناشطين السعوديون تحدثوا عن موته مع إطلالة السنة الجديدة، في تكتم إعلامي كبير مارسه النظام، والذي بدوره فرض كثير من القيود والتعتيم على أخبار المملكة .
يأتي هذا التكتم الذي فرضته السلطة، بعد تصاعد حدة الخلافات بين مختلف أحفاد آل سعود، أحفاد من الجيل الثالث، أرادوا بأي شكل من الأشكال، إستحصال حصة الأسد من الحكم، فكل أمير يريد أن يتقرب من الملك، فضلا عن حصوله على الإمتيازات الكبيرة، فمن الطبيعي أن لا يعلن عن خبر الوفاة، فسلمان يريد أن يخرج إلى أبناء مملكته على وجه الخصوص والعالم بشكل أعم بمظهر المنتصر القوي .
مات الملك، وبيع سلمان ملكا، ومتعب وليا للعهد، ومحمد بن نايف ولي لولي العهد، يجري الحديث عن إمتناع عدد من الأمراء من البيعة، أي مبايعة محمد بن نايف، المقرب جدا من السلطة الدينية الوهابية، والذي يمسك أجهزة الأمن بإحترافية بالغة، ويوصف بالرجل الأقوى من بين بقية الأمراء، وصاحب التأثير اللا محدود داخل الأسرة، مميزات أتصف بها فهل هي التي أهلته لولاية العهد أم هناك أسباب أخرى غير معلنة كالدعم الأميركي الذي قدم له مثلا .
تعينات وإعفاءات بالجملة، كانت غير متوقعة! ، شهدت إقصاء أبناء عبد الله وسلطان سيناريو يشوبه كثير من الغموض، وتعيين آخرين بمحلهم، الملك الطاعن بالسن يسعى جاهدا من أجل حلحلة كثير من المشاكل التي تعصف بالأسرة الملكية، لشدة حساسيتها وخطورتها على المشهد السعودي بشكل خاص والمنطقة بشكل عام, فضلا عن تولي كثيرين من أصحاب الشهادات لوزارات عدة, وما شكل مفاجئة هو تعيين خالد الحميدان رئيسا لجهاز الإستخبارات, في سابقة عدة هي الأولى بتاريخ المملكة .
110 مليار ريال سعودي تكلفة الإصلاحات التي أطلقها الملك ليلة الجمعة، ربما يراد منها إخماد نواة انتفاضة تلوح بالأفق, بعدما سئم الناس من تردي الوضع الإجتماعي والسياسي والإقتصادي داخل المملكة، فالفقر يرتفع بمعدلات غير مسبوقة، لا تتانسب مع حجم الموازنة الضخمة، وحريات مكبوته فمن يرفض أو يعارض النظام الملكي، أو حتى من يطالب بالملكية الدستورية، يعتقل وينفى ويصل الأمر إلى الإعدام حتى، الشعائر الدينية لدى جميع المسلمين مرفوضة فهي تعد شركا بالله إلا ما كان يعتقد به الوهابية فهو جائر, وهيئة تصرخ نهارا ومساءا هذا شرك هذا حرام هذا كفر .
في ظل التقلبات التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط, والتي تزامنت مع إنخفاض أسعار النفط والذي سينذر بكارثة قد تفضي بحرب عالمية ثالثة, هل سيتمكن الملك من النأي بالمملكة عن هذه العاصفة؟, وهل سيستطيع ارضاء شعبه؟, والمهمة الصعبة التي توصف بالمهمة شبه المستحيلة هل سيحتوى مشاكل العائلة الملكية ويتمكن من إقناعهم, أسئلة قد لا يتمكن أحد من الإجابة عليها سنتركها لقادم الأيام لتحل أسرارها, وبالتالي إن فشل الملك ربما ستحل الكارثة على رأس العائلة الملكية, ويضيع ملك دام لأكثر من قرن, ويأتي ملك الأشهر والأيام