فقدنا الحبّ!! بقلم/ د. صادق السامرائي

 

 

فقدنا الحبّ فاسْتشرى الشقاءُ

ودامّ ضَلالها فطغى البلاءُ

 

وصارَ النفطُ عدوانا علينا

يُقاتلنا فيغزونا الخواءُ

 

وأضْحى الدينُ مُنطلقَ احْتراقٍ

وأحزابا يُباعِدها الجَفاءُ

 

وعمّ فجاجَها سوءٌ وقبحٌ

وإفسادٌ يؤازرهُ الرياءُ

 

وسادَ ربوعَها وجعٌ شديدٌ

يُقدّمهُ إلى الويلاتِ داءُ

 

فتمْضي نحوَ هاويةٍ وأخرى

ويَعلو في مَواجعِها البكاءُ

 

هوتْ أممٌ وعادتْ لإرتقاءٍ

وأمّي في تهاويها الرقاءُ

 

يقولونَ الذي جلبَ انْدحارا

وما ذكروا , كأنّ الماءَ ماءُ

 

بهذا فسّروا بهتانَ رأيٍّ

وإنّ الرأيَ من سَفهٍ هراءُ

 

سرابٌ قد تغشّى مُحتواها

تطاردهُ ويُرشدها العماءُ

 

تناستْ عقلَ موجودٍ عليمٍ

وما برحتْ يُعاقرها الغباءُ

 

نفوسٌ من مآثمها اسْتجارتْ

بآثمةٍ  إذا دَهمَ العداءُ

 

فإنْ وثبَ الخطيرُ على رُباها

بدتْ قِشّا يداعبهُ الهواءُ

بها فِكَرٌ من الأفكارِ خابتْ

تُباغِضها فينهرها القضاءُ

 

ورُغمَ رسالةٍ ذاتَ انتماءٍ

تشانأتِ الرؤى فارتاعَ لاءُ

 

تُحاوِرنا بأجيالِ انْدهاشٍ

فتعْضِلنا ويُردينا الدواءُ

 

فصِرْنا أمّةً دُحِرتْ ببئرٍ

يُخادِعها وقد وثبَ الخواءُ

 

تثرّتْ من منابعهِ وظنّتْ

بأنّ النفطَ ما وَهَبتْ سماءُ

 

فغارتْ في مَساوئها وأضْحَتْ

بأصْلِ وجودِها فتكَ الرخاءُ

 

قبائلُ دينها شَتَتٌ تعادى

وإنّ الدينَ من جَهلٍ رداءُ

 

وإنّ الضادَ منكوبٌ حزينٌ

تعجّمَ نطقهُ فنمى الوراءُ

 

أخاطبُ أمةً حينَ استدارتْ

قوافلها تنكّرها الإباءُ

 

تسيرُ بلا شراعٍ أو دليلٍ

مغيّبَةً وقد ضاعَ اللواءُ

 

وأسْألها عن الزمنِ المُعنّى

بأزمانٍ يُحاوطها المساءُ

 

فترنو نحوَ مِصباحٍ مُضيئٍ

وتغفو ثمّ يَحدوها الفناءُ

 

وما ذهبتْ مَواضيها وعادتْ

مُعوقةً يُفاعلها الغباءُ

 

 

 

فلولا الحُبّ ما بَقيتْ أنامٌ

ولا وثبتْ إلى غدها العلاءُ

 

فأينَ الحبَّ يا عُصرَ التلاحي

وجَمعُ الناسِ يَنخرها الطواءُ

 

تجاورتِ الخطايا واسْتقادتْ

وألهَبها التحاملُ والهجاءُ

 

وأسْكنها جحيماتَ انقراضٍ

وأبْعدَها عن العقلِ الثواءُ

 

فما عادتْ بها قيمٌ وعرْفٌ

وما بَقيَتْ لنا فيها وفاءُ

 

كأنّ الناسَ أرقامٌ تردّتْ

شمالَ خَصيمها فدنى الفناءُ

 

برامجُ  خلدِها رُهِنَتْ بحربٍ

تبعثرها فيُنْجدِها انْزواءُ

 

فما اجْتمَعتْ ولا اعْتصَمتْ بحبٍّ

ولا فطِنَتْ فأوْهنها الهَباءُ

 

تناكرت المَحبّةُ واسْتكانتْ

فأغواها على كرهٍ عَواءُ

 

وطارَ التاجُ من بَشرٍ كقومٍ

 فقاتلَ أصلَهمْ شرٌّ وباءُ

 

فأعْلمتِ الخطايا كيفَ تسعى

تعزّزها وترغِمُها الدماءُ!!

 

خرابٌ في خرابٍ واندثارٍ

وما شُفِيَتْ إذا عزّ البناءُ!!