متى وكيف ستنتهي لعبة أمريكا في العراق؟

على الرغم مما جرى على العراقيين من أحداث ومصائب منذ الأحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 ولحد الآن أنستهم في أحايين كثيرة حتى أسمائهم!! ألا أن الكثير منهم لربما يتذكر عبارة الرئيس الأمريكي الأسبق السيء الذكر (بوش الأبن)(the game is over) والتي قالها بعد أحتلال العراق وتحديدا يوم أسقاط تمثال الرئيس العراقي السابق (صدام حسين) في ساحة الفردوس بتاريخ 9/4/2003 والتي تعني بأن (اللعبة أنتهت)؟!، ومن الطبيعي أن العالم فهم بأن العبارة تعني أن سقوط تمثال (صدام حسين) يعني نهاية اللعبة أو الخطة في كيفية سقوط نظامه؟!، ولكن المخفي من العبارة هو جانبها الآخروالأخطر والأهم والحقيقي وهو ليس نهاية اللعبة بل بداية( لعبة تدمير العراق ونهب ثرواته وخيراته ومن ثم تقسيمه)!!؟، وهو الذي ما حدث بالفعل لاحقا عندما أقدم (بول بريمر) الحاكم المدني للعراق بعد الأحتلال بحل الجيش العراقي( أي جيش في العالم هو سور للوطن) وحل معه كافة المؤوسسات الأمنية والأستخبارية والمخابراتية، وكانت تلك الخطوة هي بمثابة الأشارة والشرارة الأولى لأستباحة العراق ونهبه وحرقه سواء من قبل أهله!! (بما يطلق عليه بالفرهود) أو من قبل دول الجوار والأقليم التي كانت تنتظر هذه الفرصة منذ سنوات طوال بل منذ عقود!!، ثم أعقبها بخطوات أخرى تمثلت بأستقطاب الأرهاب من كل دول العالم وحصره في العراق، حيث جعلوا من العراق ساحة ليس فقط للقضاء على كل أشكال الأرهاب في العالم والذي يقاتل الأرهاب نيابة على العالم!! حسب بل ولجعل العراق ساحة لتصفية الحسابات والصراعات الأقليمية والدولية، ومن ثم جاءت الخطوة الأكثر رعبا وخطرا وهي أثارة النزعات الطائفية والمذهبية والعرقية والقومية بين العراقيين حتى وصلنا الى هذه الحال من الأقتتال الداخلي و الفوضى والفقر والتشرد والجوع والبطالة والفساد والخراب، ثم جاءت أمريكا بعصابات (داعش) الأرهابية وهي صناعة أمريكية بريطانية أسرائيلية بأمتياز!! والتي تحتل الآن أجزاء كبيرة من العراق وسوريا، حيث يخوض البلدبن حربا ضروس من أجل القضاء على هذا التنظيم الأرهابي الدولي المدعوم بالخبرات العسكرية والمخابراتية والعملية واللوجستية الأمريكية!!.حيث لم يعد أمرعصابات (داعش) الأرهابية خافيا على أحد من كونها آخر ما أنتجته عقول المخابرات الأمريكية لتخويف وترهيب العالم كله وتحديدا الأمة العربية الأسلامية، فها هي (داعش) تصول وتجول بالعراق وتهدد أمنه وسيادته وتحتل الكثير من اراضيه!، وكم من مرة شوهدت الطائرات الأمريكية وهي تلقي بالمساعدات العسكرية من سلاح وذخيرة وعتاد وسلات من الأغذية والأطعمة والمشروبات صوب المناطق التي تحتلها (داعش)!!؟، وعلى الرغم مما أشار أليه موقع (ديلي بيست الأمريكي) بتقرير نشره عن ذلك منذ شهر تشرين الأول الماضي؟! وكذلك أعتراف بعض الأرهابيين من تنظيم (داعش) الذين تم ألقاء القبض عليهم بحجم تلك المساعدات، ألا أن الأمريكان ينفون ذلك بكل وقاحة وصلف!!. وسياسة أمريكا مستمرة لتدمير العراق وتهديد امنه وسيادته وكيانه ونهب وسرقة ثرواته النفطية وتمزيقه أجتماعيا وطائفيا بخلقها لتنظيم (داعش) الأرهابي الذي فتحت به أبواب جهنم على العراق لأستنزاف طاقة العراق البشرية والمالية وأضعافه اكثر مما هو ضعيف؟!، وما حادثة أغتيال الشيخ قاسم الجنابي ونجله ومحاولة قتل النائب زيد الجنابي ألا دليل لأستمرار خلق وأثارة الفتن و التوترات السياسية والطائفية وهو ما حدث بالفعل؟!حيث سرعان ما علق أعضاء تحالف القوى الوطنية (السنية) أعمالهم في البرلمان والوزارات التي يشغلونها ومع الحكومة، وهذا هو المطلوب؟!!. ولم تكتفي امريكا بتدمير العراق وتمزيقه أجتماعيا وطائفيا ومذهبيا وقوميا وعرقيا ونشر الفساد فيه ونهب ثرواته النفطية، فهي تعمل ومنذ أحتلالها للعراق عام 2003 ولحد الان بنهب كنوزه الأثارية والتاريخية والثقافية، فلا زالت قضية سرقة (كنز نمرود) معروضة أمام القضاء الفرنسي( يعد كنز نمرود من اكبر النفائس الأثارية التاريخية والتي لا تقدر بثمن من حيث الجمالية وعدد القطع الذهبية التي يحتويها)، حيث تم سرقة هذا الكنز من داخل البنك المركزي العراقي من قبل قوات الأحتلال الأمريكي؟!( راجع مقال الكاتبة أنعام كججي، بعنوان الكنز عراقي والقاضي فرنسي). كما ان امريكا لا زالت تماطل وتكذب في موضوع أعادة الأرشيف اليهودي الذي سرقته بعد الأحتلال، بحجة أعادة تأهيليه وصيانته! ويحتوي الأرشيف على نماذج من التوراة ويوثق التاريخ اليهودي في العراق، ويذكر أن اليهود أقاموا أحتفالا كبيرا عندما وصلهم الأرشيف؟!!. وكذلك تم سرقة أرشيف الدولة العراقية منذ تأسيسها عام 1921 من المكتبة الوطنية وقدرت عدد الوثائق بنصف مليون وثيقة!( راجع العمود الصحفي للكاتب أحمد صبري المنشور في صحيفة المشرق بتاريخ 14/2/2015 ). والأكثر ألما ما جرى في الموصل بعد احتلالها من قبل عصابات (داعش) الأرهابية وبتخطيط أمريكي أسرائيلي، وهنا لابد من الأشارة بأن( أثيل النجيفي محافظ الموصل و أحد المتهمين في قضية سقوطها رفض الحضور أمام لجنة التحقيق المشكلة لمعرفة الكيفية الني سقطت بها الموصل؟!!)، حيث تم سرقة عشرات الألاف من الكتب التاريخية النفيسة والوثائق المهمة من مكتبة الموصل المركزية ووضعت في أكياس ونقلت الى جهات مجهولة؟! حسب مانقله أهالي الموصل أنفسهم. ناهيك عن موضوع سد الموصل والذي كثر الحديث عنه من أنه معرض للأنهيار!؟ بسبب طبيعة الأرض الكلسية والصخرية التي بني عليها والتي تكثر فيها التجاويف، ويقدر الخبراء والمتخصصين بأن أنهيار السد لا سامح الله سيحدث (تسونامي رهيب) سيغرق الموصل خلال ساعات! حيث يكون أرتفاع المياه الى حدود 30 متر!! ويصل الى بغداد خلال يومين وبأرتفاع 16 متر!!( راجع مقال الكاتب كاظم فنجان الحمامي/ بعنوان: تسونامي سد الموصل كارثة متوقعة في طريقها ألينا) وقد أشار الى ذلك الكثير من الخبراء والمتخصصين. والخطير في موضوع سد الموصل بأنه ليس ببعيد عن مرمى قذائف وصواريخ عصابا (داعش) الأرهابية!!؟. ومع كل الذي جرى ويجري ولربما هناك قضايا أكثر خطرا يجري التخطيط لها بالخفاء؟!! كلها تؤكد سوء النوايا الأمريكية تجاه العراق وشعبه والتي تصب في النهاية لخدمة أسرائيل ومن يسير بركابهم.وما موضوع التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا ضد (داعش) ألا لعبة أطفال مكشوفة تسوقها أمريكا للعالم كله وعلى العالم أن يصدق ذلك؟!!. والسؤال هو: متى نستطيع أن نقول للساسة الأمريكان، ماذا تريدون من العراق؟ ومن من السياسيين وقادة الأحزاب السياسية العراقية يتجرأ أن يطرح مثل هذا السؤال؟! ويقف بوجه أمريكا ويقول لها كفى ما جرى بالعراق من موت ودمار ونهب وفساد وأنتشار الأمراض؟. وهنا لابد أن نقول وبكل تأكيد: بأن أمريكا لم تقدر على فعل كل الذي فعلته بالعراق لولا خيانة بعض المسؤولين وقادة الأحزاب السياسية وبعض شيوخ العشائر الذين أرتضوا أن يخونوا الوطن ويبيعوا ضمائرهم من أجل مصالحهم الشخصية والنفعية والحزبية وتنفيذا لأجندات عربية وأقليمية ودولية!! ويبقى السؤال: متى ستنتهي لعبة أمريكا في العراق وكيف؟!.