المثقف ارهابي وان لم ينتمي
كثيرة هي العقبات التي واجهها المثقف العراقي منذ بدايات القرن العشرين ولكن ما واجهه بعد السقوط هو الاكثر حيث محاولات تحنيط جسده وفكره وحجب انواره الفكرية من الظهور على مسرح الحياة تحت وابل من فرض الاقامة الجبريه على نشاطه من خلال كتم صوته ومقتنياته المتمثله بادوات عمله وهي النشر والمسرح والفن بمختلف جوانبه والتعتيم على وجوده
ان المثقف هو الارهابي الاول عند حملة الافكار السلفية بكل مذاهبها ولا توجد مناطق تفريق في ان المثقف عند جهة سلفيه دينيه او شمولية او دكتاتورية له ميزة التحرك والتوسع اذ ان خطاب المثقف الواعي المحصن بشكل موكد لا اشباه المثقفين الجالسين على المكاتب الفارهة المشاركين في الفساد والتخلف او المنتظرين لحظة اقامة مهرجان او منتدى ليسارعوا للتفنن في حصد المغانم والجوائز او هبات المساعدة او السفر او التزلف للمسوؤلين وللاسف هولاء كثر في اجواءنا التي نغيشها
اما المثقف الاصيل ذو الفكر والارادة الثاقبة العابر للميول والاتجاهات التي انجبتها هذه المرحلة تراه بعيدا عن اغواءات السلطه ومبتعدا عن اللقاءات مع جموع العلن المتسلقين اللجان سواء على مستوى الاتحادات الادبية والفرق المسرحيه او النقابات المهنية وهو لا يتطلع لمن في هذه الاوساط السلطوية
لذلك يوجد الكثير من المثقفين الزهاد الذين احتضنوا افكارهم ومبادئهم ولم يسجلوا اي حضور سوى حضورهم كرافضين لمعالم السلطة ووجودها وما يشير لذلك بؤسهم المعاشي ومع ذلك لهم عفة ونزاهة واباء
اما السياسي والاغلبية تدير ظهرها لاي مثقف وتعتبر وجوده عبئ ثقيل على وجودها ولنا ما يشير لذلك من خلال الندوات والبرامج التي يبتعد غالبية مسؤلي الدوله عن المشاركه والحضور والبعض يعتبر ذلك فسق يجب ايقافه ويرى في الشعر والادب والفن والموسيقى عمل شيطاني اما الفساد المالي فهو نشاط بطولي يخلده ايام الهروب في متاهات الدول حين يكشف امره وليعلم هولاء الدخلاء ما هم الا زمرة حملتها الريح تذهب مثل النفايات وان وطن بلا مثقف ومثقفين نار تحرق الجميع ولن يقدر على اطفاءها غيره