سياسة أم قلة حياء ؟


من خلال التصعيد الكبير الذي رافق مقتل قاسم سويدان الجنابي ، أدركت مبكرا أن وراء التصعيد الكبير ومقاطعة بعض القوى السنية لجلسات البرلمان يراد منه إتمام صفقة سياسية . في مقالي الموسوم يا ضحايا ولد عكاب اتحدوا، كتبت متسائلا : لماذا حشر السيد العبادي في زاوية يراد منها إضعافه وتقديم مزيدا من التنازلات ؟.وتساؤل آخر :

هل نحن أمام جريمة قتل أم تقديم تنازلات وعقد صفقات ؟.

وصح ما توقعته .

كلما طالت فترة المقاطعة كثرت المطالب ، لا بأس اذا كانت المطالب محقة ولا تدوس على حقوق أكثرية العراقيين ، ولا تمس أهم شرط من شروط اللعبة الديمقراطية وهي حكم صناديق الانتخاب .

لقد أعلن المقاطعون شرطا أساسيا لعودتهم لجلسات البرلمان . الإعلان عن الشرط جاء على لسان محمد الكربولي في لقاء له مع جريدة المدى جاء فيه :" أن مفاوضاتنا مع رئيس مجلس الوزراء حول العودة إلى جلسات مجلس النواب، مشروطة بتمرير جميع القوانين في مجلس الوزراء والبرلمان بالتوافق السياسي وليس بمبدأ الأغلبية "


يريد المقاطعون ان تحققت مطالبهم ان نقرأ سورة الفاتحة على العملية السياسية ونقلب ظهر المجن للديمقراطية ونعود الى نقطة الصفر.

هؤلاء يطمحون ان تحققت مطالبهم بالحصول على الثلث المعطل ، الذي تسير عليه العملية السياسية العرجاء في لبنان .

يريدون إلغاء حكم الصناديق وتقسيم القرار السياسي بيد ثلاثة أطراف هم الشيعة والسنة والأكراد ولكل منهم ثلث معطل للقرارات !.

وبذلك يلغون حقوق من انتخبوا من الأكثرية ويلغون حتى حقوق الأقليات العرقية والدينية .

أكثرية البعثيين العراقيين من الشيعة ، هذه الحقيقة يعرفها اغلب العراقيين .

لماذا وضع الساسة السنة أنفسهم بموضع محامي الشيطان وهم يدافعون عن البعثيين دون الالتفات إلى ضحاياهم .الحرس الوطني الذي شكله الامريكان اطلقوا عليه تسمية " الحرس الوثني ".

الان يريدون العودة لوثنية الحرس الوثني !.

المقاطعون للعملية السياسية من الساسة السنة لم يجرؤا ويجاهروا بقلة الحياء هذه لو لم يعرفوا ان سوابق حصلت طمس فيها حق الأكثرية وضاعت أصواتهم في سوق نخاسة .

العملية السياسية في العراق أمام مفترق طرق

داعش يضغط ويدمر ، اقتصاد منهك ، خزينة خاوية ، ساسة يضغطون، وجماعة ينهبون ، وجماعة بصوت جماهيرهم لا يبالون !.

نحن في حفلة اللا معقول يكثر فيها ساسة عراة من المبادئ ويراد لقلة الحياء والتجاوز على حق من انتخبوا وقدموا الشهداء ان تستمر ..

أغلبية العراقيين يرفعون أبصارهم الى اعلى عمارة يقف عليها ساسة العراق بانتظار من ينتحر أمامهم .

المنتحر هو من يساوم على حقوقهم ويقدم مزيدا من التنازلات .



"من لا يقدر على عمل الفضائل فلتكن فضائله ترك الرذائل