كهفيون .. |
آخر عهده بمحلته قبل سفره ارغام تلك العائلة على مغادرتها، حفاظا على أخلاق وسمعة وحياء العوائل والمحلة، فوجد، العكس، بعد عودته.. فالمحلة ترغم العائلة الكريمة الشريفة على تركها، فالشرف في المحلة الموبوءة بأخلاقها إدانة وعلامة اتهام لها.. وعرف عراقيون كثيرون أنهم من ذاك الصنف المقطوع عن الواقع ومتخندق ومعزول في ذاته ونياته وما درج عليه ولا يدري ما الذي جرى وتغير في الدنيا.. وكما يلف ويدور ويتلعثم ويتفصد جبينه عرقا إذ ينبه المرأة على ضرورة التحسب لحركاتها ومظهرها ولمراعاة دواعي الحشمة.. فيفزع لرد المرأة الفاضح الداعر وهي تسأله ان كان غريبا عن المحلة؟ وما الذي جاء به الى محلة اللهو والمتعة و.. الفجور... فان تعرض البعض للشأن العام بذات الغشامة والبلاهة والغياب عن الواقع.. وما زالوا يدينون ويعلنون تطيرهم واحتجاجهم على الرشوة وضروب الفساد ويتحدثون عن رشوة المليون دينار على انه امر جلل بينما تعرض وسائل التواصل الاجتماعي سرقة السياسيين مليارات الدولارات وبالأسماء والوثائق... وان من كانوا حفاة عراة متسولين يملكون ما يفوق ميزانيات دول... والغريب أنهم لا يعبأون ولا يكترثون بافتضاح أمرهم... وان أهل الكهف، من ذوي الأرواح والعقول والأخلاق القديمة من يهتزون ويرتعبون من واقع بهذا الذي يرونه ويعيشونه... وان ما ينزل بالعراقيين كفيل بـإثارة حزن وبكاء البشرية لو نزل على حيوانات.. وأنهم، أهل الكهف، إذا كانوا غائبين ومنقطعين عن الواقع، فان سواهم في غياب وانقطاع نفسي وروحي عن بعضهم البعض وفقدوا الاحساس والتعاطف وهو ما لم تطرحه علامات قيام الساعة وأشراط آخر الزمان.. |