ألآخراج وألآنزال لله شمخي من خطأ ألآ فكار الى خطأ التعليقات

يخطئ من يتكلم عن ألآمة بلغة ألآخراج , فألآخراج وألآنزال وألآيجاد لله وحده , أما ألآخطاء فهي من الناس , ومن حق الحريصين على القيم وألآستقامة والتفكير السليم أن ينتقدوا من يخرج على تلك المعايير , ولكن الذي يقول : نحن أسوأ أمة أخرجت للناس , أنما هو يقع في مغالطة مفادها سوء الظن بمشروع ألآيجاد وألآخراج وألآنزال , ومن يفعل ذلك يقارب خطيئة ألآسئلة " الخافضة " وهي من مخرجات أنحراف عملية التفكير السليم , ومما يدفع ألآستمرار في هذه العملية الخاطئة وجود التعليقات الخاطئة التي تغري صاحب الرأي الخاطئ وتصور له صواب عمله بكيل المديح الذي تكثر فيه حركة اللسان المتقدم على القلب , وهذا السبق هو نفاق خال من الوجدان .

والمديح في مثل هذه الحالات الخاطئة لايعبر عن عملية أستيعاب للآفكار , وأنما يعبر عن جمود عملية التفكير وأستحضار خيالات مشوشة تصنع غشاوة على البصر والبصيرة , وضحايا هذه الغشاوة هم الخارجون عن خط ألآستقامة , والمسرفون في ألآعمال العدائية التي تصل الى حد " حرب الوجود " كما تفعل عصابات داعش ألآرهابية التكفيرية " .

وأصحاب الغشاوة هم الذين يخلطون بين أعمال الحرب وألآبادة الوجودية , وبين أخطاء ألآراء لاسيما تلك التي لاتمثل أطاريح وقواعد نهائية لتنظيم سلوك الناس وعقائدهم , فالعقائد أنجاز سماوي محسوم , والتنظيم عملية بشرية خاضعة للتجربة , والتجربة عندما تأخذ من العقول التي لايشك في صوابها تشكل قوس النجاح لمشروع التنمية البشرية , وقوس النجاح يرتسم من بوابة : ألآخلاق , حيث : السمو , والشجاعة , وقوة ألآرادة , والعلم , والحلم , والحكمة , والعفة , والحياء , والتقى , والورع , وألآمانة , والوفاء , وألآخلاص , والسخاء , والسماحة , والصبر , والنساء والرجال شركاء بقوس النجاح , وبلقيس ملكة سبأ التي تنازلت عن عرش الملك وأمنت مع النبي سليمان , وهاجر زوجة النبي أبراهيم وهي أول أمرأة مارست المنطق , وأسيا زوجة فرعون التي هجرت قصور الطغاة وأنضمت الى فريق المؤمنين بالله قولا وعملا , وخديجة بنت خويلد زوجة النبي محمد "ص" التي سلم عليها جبرئيل , وفاطمة الزهراء بنت النبي التي قال عنها أبوها النبي "ص" : فاطمة أم أبيها " , ومن الرجال : ذي القرنين , الرجل الطواف الذي مكن الله له في ألآرض فكان أول مهندس للسدود , والعبد الصالح الخضر الذي أعطاه الله علما من الكتاب مما جعل النبي موسى "ع" يصطحبه ليتعلم منه , وأصف بن برخيا صاحب النبي سليمان "ع" الذي عنده علم الكتاب والذي جلب عرش بلقيس من سبأ الى أرض الشام قبل أرتداد البصر " وهو كشف لسر قوانين ألآنترنيت الفضائي" وعلي بن أبي طالب "ع" الذي طبق معادلة الجسم الغاطس والماء المزاح , وطبق قوانين الكيمياء الحيوية وقواعد التحليل النفسي قبل أن يعرفها العلماء , ووضع قواعد الحقوق والقضاء حتى أعترفت به ألآمم المتحدة كأعدل حاكم ظهر في التاريخ , هؤلاء الرجال والنساء ومن أتبعهم وتأثر بهم هم خير أمة أخرجت للناس , فالله تعالى لم يخرج أسوأ أمة كما يحلو لشمخي وغيره من هواة ألقاء الكلام على عواهنه ناسين قاعدة " الناس حصاد ألسنتهم " وناسين حقيقة " من نار وقودها الناس والحجارة " .

أن من يريد أن يبين مساوئ وجرائم داعش أمامه متسع من القول المعروف على  قاعدة " وقل لعبادي يقولوا التي هي حسن " ومن يريد أن يبين خطأ بعض ألآراء عليه أن لايعمم , وأ ن يفرق بين ألآحكام وبين ألآراء الفردية التي لايعتنى بها , وأن لاينسبها الى عملية ألآخراج , لقد قال تعالى " أنتشر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس " وبعد هذا السبق ألآيضاحي لايجوز لآحد أ ن يخلط المواقف والمفاهيم , فالخير بين والشر بين , والخبيث والطيب قد فرز وميز , فلا حجة للمشتبه المسترسل بدون روية ولا علم , ثم عندما يتعرض شمخي الى الرموز الوطنية لشعوبها , ويطلب من المصححين لآرائه الخاطئة أن يتركوا ألآمر للشعوب الرموز هي ترد وتبين رأيها وهنا يقع في مفارقة تجعله أميا , فشعوب تلك الرموز قد قالت كلمتها بأغلبية يعتد بها , فالخميني والحوثي والسيد حسن نصر الله ممن عرفوا بالرمزية التي أصبحت دراية وليست رواية لمن يفهم الفرق بين المعنيين , وليعلم الجميع أن النبي "ص" قال : مابلي نبي كما بليت , وألآمام علي "ع" شكا من فساد بعض ألآمة عندما قال : الى الله أشكو من أناس يعيشون جهالا , ويموتون ضلالا " وهذا هو التشخيص العاقل والعادل للآخطاء التي جعلت العرب اليوم خارج حركة التاريخ , ومن ينكر ظاهرة أنتظار ألآصلاح البشري بشخص ألآمام المهدي المنتظر هو ممن يتقدم فساد وضلال المفسدين في جوقة غاوية غوغائية في كل ماينتج عنها الى الهاوية حيث يكون الموت الفكري مصحوبا بالموت الجسدي.