العراق(يوسف) ينتصر رغم أنف أخوته

تعودت في كتاباتي ان اكون صادق في طرحي وبعيد عن افكار الحزب الفلاني او الكتلة الفلانية ، وان اكون دائما وابدا عراقي الهوى، وأجزم ان هذا الأمر كان كفيلا بأن اكون بعيد عن (حاشية !) الوافد الفلاني الذي يمثل هذه الكتلة ، او الوافد العلاني الذي يمثل تلك الكتلة او ذلك الحزب ، وحاشى للعراقي الحر، أن يكون حاشية لوافد ترك الوطن أيام المحن والصعاب ، وليعود أليه عبدا ذليلا لأسياده الذين أعدوه ، ليكون ذراعهم المشلول ، وسيفهم المكسور المسلط على رقاب أبناء الوطن ، وهذا الأمر ( عراقي الهوى) لم أستأثر به لوحدي ، فهناك الكثير من امثالي الذين يتنفسون هوى وروح العراق فقط ،  لاهوى او روح شرقية وغربية.
الروح العراقية الأصيلة نراها اليوم عند أبناء العراق الغيارى ، الذين ما أنفكوا وهم يتسارعون لتحرير تراب الوطن الطاهر من ( حشرات ) و ( فيروسات ) المختبرات ، التي صنعت و ( دقة) في دورق أحقاد أخوة يوسف ، هؤلاء الأخوة  الذين لايتقبلون ان يكون يوسف أفضل منهم ، ناسين أو متناسين ان هذا الأمرهو أرادة الهية لادخل ليوسف من شيء في هذه الأرادة.
ان يوسف العصر (العراق)  يخوض معركة  شرسة وفاصلة ،أوقد نيرانها أخوته،الذين يقبعون في قلب الصحراء ،ولم يسرهم ان يكون أبن والدهم بخير ، لقد حركتهم أحقاد الجاهلية ، ليقطعوا على أخيهم طريق الحياة ، غير مدركين ان أخيهم (العراق) هو من يصنع الحياة وهو من يوهب الحياة لمن يشاء بأرادة الهية ، لا أرادة شرقية أو غربية .
ان أخوة العراق لم يتغير حالهم أبدا، وفي كل مرة يثبتون أنهم مع خندق من يريد ليوسف الشر والدمار ، وعندما يرون الاخ الاكبر والاعلى (العراق) يكسر قيودهم ويهزم نارهم وشرهم ، يهرولون ليأتوا بحجج وأعذار واهية ،  ماأنزل الله بها من سلطان، يريدون منها ان يحبطوا عزم ابن والدهم (العراق) ، فنسمع منهم كلام هنا وكلام هناك ان العراق لم يقاتل لوحده ، وان هناك (جماعة) تقاتل الى جنبه في خندق واحد ، ويرون في هذه الجماعة انها عدو (الأمة العربية !) ، وحتى لو أفترضنا بأن هذه الجماعة التي يتكلمون عنها موجودة على أرض الواقع ،اما كان الاجدر باخوة يوسف ان يسألواأنفسهم ، لماذا أتت هذه (الجماعة) لتقاتل في خندق العراق ؟ وهذه الجماعة تقاتل من ؟ أن أخوة يوسف يعرفون ويدركون جيدا  الجواب، وهو أن يوسف عندما وجد نفسه وحيدا في مواجهة فيروسات وحشرات أخوته ، فما كان به الا أن يستعين بهذه (الجماعة) الصديقة وهذا الشيء ليس بمنقصة او عيب وهو امر قد الفته العرب منذ قديم الزمان ، لو أن يوسف وجد أبناء والده وابناء عمومته في خندقه لما احتاج الى هذه (الجماعة) ، التي يتحدثون عنها .
العراق واخوته  اليوم امام مفترق طرق ،فأما ان يكون الاخوة مع الحق المتمثل بيوسف ، وكلنا نعلم ان يوسف مع الحق والحق هو الله تعالى ، او يبقى الاخوة كما هو شأنهم أذيال وعبيد للباطل ، ومهما كان الأمر فأن العراق منتصر لامحال وحاشى لصديق الله يوسف ان لاينتصر.