لماذا صارت الامة الاسلامية من اضعف الامم خلاف لما اراد لها الله؟


أمة الاسلام تعيش خلاف ما اراد لها الله وسوله على انها خير امة اخرجت للناس وهي صاحبة الدين الذي اراد الله ان يظهره على الدين كله. فهل الامة الاسلامية كذلك اليوم وحتى في العصور السالفة ما بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟

تعيش هذه الامة في يومنا هذا أسوأ حالاتها على مر العصور فهي دول ضعيفة تزداد ضعفاً وتفككاً يوم بعد يوم والتي يوجد فيها بعض الخيرات الطبيعية منها صارت نهباً بشكل او بآخر لغيرها. والسؤال الذي يجب ان يسأله كل مسلم هو لماذا وصلت الامة الاسلامية لهذا الوضع المزري والذي يزداد سوءاً؟ وللاجابة على هذا السؤال يحتاج المرأ ان يقرأ التاريخ بقلب مفتوح وعقل متجرد من الطائفية والتمذهب لكي يرى اين يكمن الخلل الذي ادى الى هذه المأساة. وبالتأكيد سيصل الى اكتشاف مواضع عديدة للخلل نحن هنا لسنا بصدد تبيان ذلك لان كل شخص حر ان يبحث ويجد حسب طريقته ولكن الشيء المهم هو ان الانسان كما قال الله سبحانه وتعالى هو الذي يبني لنفسه ويجني ما بناه. اذ ان الله لايغير ما في قوم حتى يغيروا ما بانفسهم فاذا كانت هذه النفوس مليئة بعضها على البعض بالبغضاء والتمذهب والتكفير والطائفية والقبلية والتحزب والتعالي والمكيدة والفتن والنفاق بل والقتل والتنكيل وهتك الاعراض وهدم الممتلكات وتدنيس المقدسات وطمس الحضارة وطمس ما يمت للدين بصلة وتشويه الدين وقلب الحقائق وغيرها من سلبيات .... فماذا تنتضر الامة بعد ذلك كله. واذا كانت المؤسسات الدينية المعتمدة تنتهج الطائفية وقلب الحقائق فما بالك بالافراد؟!


اذن الحل هو ان يغير كل فرد مسلم ما في نفسه ليس بناءاً على هذا ما سار عليه ابي بل بتصحيح جميع المسارات الخاطئة استناداً على قراءة متأنية للتاريخ. ان الله سوف يسأل كل مسلم عن مساره واذا قال سرت على ما سار عليه ابي او ممن سبقوني فذلك محكوم بالخطأ اذا كان اسلافه على خطأ! اذن هو تغيير النفوس استنادا على اسس قوية صحيحة والاهم هو ان يكون ذلك مسبوقاً بتقبل الرأي الاخر مهما كان دينه او عقيدته فليس لاحد ان يجبر الناس على ان يكونوا مومنين اذا كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نفسه قال له الله أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين .... انما انت مذكر لست عليهم بمسيطر .... ولو شاء ربك لآمن من في الارض كلهم جميعاً .... تحرروا من قيود التمذهب والتكفير وكونوا كما قال الامام علي (عليه السلام) لاتكن صلباً فتكسر ولاتكن ليناً فتعصر وهي نفس القاعدة التي توصل اليها العلم الحديث في السايكولوجيا وعلم الاجتماع والطب بل وعلوم السياسة والتفاوض .