وتلك كلمات شهادة بحق اسماعيل مصبح الوائلي .. بقلم العلامة الشيخ علي آل خليفة

 

العراق تايمز: كتب العلامة سماحة الشيخ علي آل خليفة


مستهل رقم (1) : وتلك كلمات شهادة ... بحق إسماعيل مصبح الوائلي ( ابو سيف ) كتبتها بعد أن قرأت وسمعت ما يتعرض له من ظلم من ابناء جلدته ومذهبه رغم انه كان ولا زال يتعرض للظلم والاضطهاد فقاسى وعانى هو وعائلته واشقاءه ومحبيه شتى الاساليب الوقحة من الانظمة الجائرة او عبيدهم وكلابهم المأجورة ومن الجّهال وما اكثرهم ..

مستهل رقم (2) : لا استطيع ان انسى حينما تكون لك مسيرة مع احدهم لسنوات حافلة بالذكريات والبلاءات والمصاعب والافراح بكافة تنوعاتها وتشعباتها الممتدة منذ النظام السابق وما فيه والى يومنا هذا رغم بعد المسافات .. مسيرة جماعية لأشقاء من اب واحد وهو السيد الشهيد الصدر ثم بعد استشهاده انتقلت الابوة الى سماحة المرجع اليعقوبي فانصهرت الصداقة بالاخوة حتى اصبحنا هم واصبحوا نحن فكانت امنا امهم والعكس صحيح واسألوا وجدان أمي عن ذلك فتخبركم !

بعد هذه المسيرة التي خبرناه فيها في السراء والضراء ياتي من ياتي - اما حسدا أو حقدا أو الاكثر جهلا – ليريد ان يزحزح ثقة المسيرة !

تعساً لكم اذ تتهمونه بنزاهته او عرضه او عدم شجاعته ، فلستم سوى فقاعات امراض لا يعجبكم الا انفسكم الامارة بالسوء والتي لو التفتم الى عيوبها لكان افضل لكم .

خواتيم مسك (1)

من مميزاته :

1- انه لم يطلب من احد مساندته او الدفاع عنه .

2- ما يعتقده يقوله وإذا هبت أمرا فقع فيه، فإن شدة توقيه أعظم مما تخاف منه.

3- تحمله وصبره رغم ما تعرض له من الاعداء والاصدقاء ولا زال.

4- مساعدته للاخرين بغاية ما يملك وربما يجود باكثر دون ان يرد سائلا وبعضهم وما اكثرهم اليوم ممن انكروا عليه بعض الامور هم ممن شملهم كرمه

5- طيبة قلبه ومحبته للاخرين وسرعان ما يتناسى من يخطأ بحقه .

وغير ذلك .

خواتيم مسك (2)

1- كانت تصدر مجلة في براني السيد الشهيد الصدر (قدس سره) تسمى بمجلة (الهدى) بدايات ولادتها كانت عبارة عن صفحات أو جريدة كان لولبها النشط الاخ المجاهد (ابو سيف الوائلي) والذي قام حينها بعدة نشاطات ومنها ما يعرف وسمي باللقاء العلمي مع السيد الشهيد (قدس سره).

2- الشهيد محمد مصبح الوائلي الأخ والصديق ورفيق الدرب لي ولأشقائي فقد آوانا قبل وبعد الانتفاضة أنا وعدد من الإخوة الآخرين رغم انه (رحمه الله تعالى) وإخوته ممن تلاحقهم أعين السلطة لنشاطهم الفعّال في حركة الشهيد الصدر، وقد اعتقل لاحقاً - في مديرية امن (صدام) وكان في غرفة واحدة مع شقيقي سلام خليفة المعتقل حينها- وتعرضت ما تعرضت عائلتهم من مضايقات الأمن، وكان حينها شقيقه إسماعيل (أبو سيف) مطلوباً من أجهزة الأمن العراقية لأنه قام بإخراج السيد جعفر محمد باقر الصدر إلى خارج الحدود وتحديداً إلى الجمهورية الاسلامية في إيران وبتكليف من السيد الشهيد الصدر (قدس سره)، ومن الغرائب انه كان مطلوباً لسلطة البعث في العراق وفي الجمهورية الاسلامية الإيرانية اُعتقل وعذب وسجن كما اعتقلت سلطات البعث شقيقه الاكبر حبيب مصبح (أبو فواز).

والمرحوم الشهيد محمد مصبح وقف عدة مواقف مشرفة معي ومع غيري قبل سقوط النظام وبعده، ولاحقاً أصبح محافظاً للبصرة عن حزب الفضيلة الإسلامي واثبت جدارة وكفاءة وشجاعة ووطنية بارزة كسمة له أدت لاحقاً إلى استشهاده (رحمه الله تعالى). والأغرب من كل ذلك أن بيته كان مأوى لأناس لا يعرفهم تحديداً وإنما لمجرد معرفته بمطاردة النظام لهم.

كان والدهم المرحوم (مصبح) رجلاً طيباً ادركته أواخر حياته، وله السبق في عدة اعمال خيرية للمساجد والحسينيات، وكان له الدور الاكبر في اخراج السيد مير حسين القزويني (رحمه الله تعالى) خارج العراق بعد ان طاردته سلطات البعث المجرمة، وهكذا عائلة مجاهدة لا غرابة ان تقف مواقفها المشرفة ... رحم الله تعالى موتاهم وجزا الله تعالى خيراً الاحياء منهم.

3- وكذلك ما واجه الأخ إسماعيل الوائلي من مضايقات أمنية ومنها في الجمعة التي جاءني فيها بعد الصلاة قائلا لي : هؤلاء يلاحقونني وسيقبضون عليّ لذا خذ حاجياتي عندك أمانة الى ان تنتهي القصة، وفعلا تم القبض عليه بعد الصلاة وأفرج عنه لاحقاً وعاد كما كان بل اكثر نشاطاً وهمة دون أي تردد .

4- ان مسألة تصوير الجمع فيديوياً لم تتم من قبل مكتب السيد الا في الجمعة الخامسة حينما ارسل السيد الشهيد الصدر (قدس سره) على الاخ المجاهد إسماعيل (ابو سيف) الوائلي (دام توفيقه) قائلاً له ما معناه : (انه لا يستطيع إتمام الأمر- امر التصوير الفيديوي - الا انت بعد ان كلفت الكثير دون نتيجة).

ولانه (ابو سيف) فقد نفذ وتم الامر في الجمعة الخامسة حيث شاهدنا كاميرا التصوير الفيديوي الخاصة .

وكذلك كان المبادر الأول في الاتفاق مع مصور الرسالة الفوتوغرافي الأخ (حيدر) على تصوير الجمع مع التعهد بشراء جميع اللقطات والسماح له ببيع ما يشاء منها مع إعطائه مبلغاً معتداً به من المال كمقدمة ففرح بها المصور وتجاوز خوفه الأمني.

ويبقى السؤال الأهم لماذا تثار الأمور بقسوة تجاهه حتى اتهم في عرضه ونزاهته وشذوذ أفكاره ؟؟

أقول : ان للرجل مواقف وتصريحات لا يمكن أن تصدر إلا منه ... فقط قلبه من يتحمل قولها فقط سواء قبلنا بها في دواخلنا أم اختلفنا معه ، وبالنسبة لي فان الكثير مما قاله ويقوله واقعي وحقيقي ولا املك الجرأة التي يملكها لقول هذه الأمور ، ولا يفهم من هذا ان كل ما يقوله ويصرح به اني متفق معه به بل لدي قناعاتي ووجهات نظر تختلف في كثير من الأمور ايضا وكم اختلفنا علنا وسراً حول مواضيع وأسماء شتى ، وهذا هو المعيار الصحيح الذي يجب ان تسير عليه الأمور فهو لم يفرض رأيه عليك أو علي بالقوة بل هو يعرض بضاعته بإسلوب يراه مناسبا في زمن الانبطاح والشعور بالدونية تجاه كل ما هو ليس بوطني عراقي فأما ان تتفق معه او تختلف لا مشكلة، إنما المشكلة ان تكون بحال تنقده فيه وأنت أسوء منه فتتهمه بتهم ما انزل الله بها من سلطان ....

نعم لك الحق في ان تتفق معه أو تختلف ولا تنتظر مني غير ذلك لكن يجب ان يكون وفق معيار صحيح وسليم بعيدا عن الخطوط الحمراء الوهمية لأي بشر الا المعصومين سلام الله عليهم أجمعين .

وسيأتي يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم فيقال لك لماذا أشغلت لسانك وقلمك ووووو بالاخرين ونسيت نفسك وعيوبها).

فالله الله في أنفسكم راقبوها وعاتبوها وحاسبوها واتركوا الآخرين وتتبع أقوالهم ومواقفهم فان الامور بخواتيمها .