من الأرهابي .. ريتشيل كوري ام الجرافة ؟

ريتشيل كوري مواطنة أمريكية مواليد 1977م ،عضو في حركة التضامن العالمية ISM) )،هالها ما سمعت من بطش ووحشية الصهاينة المدعومين بالسلاح والقوة الأمريكية وتنكيلهم بالأطفال والمدنيين الفلسطينين ،ولشد ما سمعت عن حكايات الظلم والأستيلاء على الأرض والممتلكات الفلسطينية بالقوة ،وبالتالي تركت مدن الحياة الصاخبة واللهو وانطلقت لترى بأم عينيها حقيقة مايجري وصحة مايقال،وفي مدينة رفح ، أحدى مدن غزة شاهدت الواقع المؤلم الذي يغض ،ما يسمى بالعالم المتحضر ،النظر عنه خوفا ً وتملقا ً للصهاينة ، شاهدت الجرافات الصهيونية وهي تجرف البيوت والمنازل الفلسطينية وسط بكاء النساء وصراخ وعويل الأطفال .
رسالة راتشيل الأخيرة :
من رفح كتبت الى أهلها في الولايات المتحدة الأمريكية : أعتقد ان أي عمل أكاديمي أو أي قراءة أو أي مشاركة بمؤتمرات أو مشاهدت أفلام وثائقية أو سماع قصص وروايات ،لم تكن تسمح لي بإدراك الواقع الذي يجري هنا ،ولايمكن تخيل ذلك إذا لم تشاهده بنفسك ،وحتى بعد كل ذلك فأنك تفكر طوال الوقت فيما إذا كانت تجربتك تعبر عن واقع حقيقي .
الشهادة موقف بطولي :
وبتاريخ 16/3/2003 م ،وفي موقف بطولي نادر ،وجدت نفسها تحمل كل شجاعة الدنيا وتقف أمام الجرافة الصهيونية لتصدها عن مبتغاها في تهديم أحد بيوت الفلسطينين ،غير ان الذي يجرف البيوت ويهدمها على ساكنيها لايمتلك شيئا ً من الأنسانية وفاقد الضمير ، وهكذا سار بجرافته الى الأمام ثم الى الخلف على جسدها الرقيق ليحول معالم الوجه الجميل الى كتل من الدماء والأشلاء ،كما هي عادت الصهاينة الذين يعيشون وسط دماء وأشلاء الفلسطينين .
ريتشيل كانت احد مراكب اسطول الحرية :
في العام 2010 م توجه اسطول ضخم من الناشطين العالميين في عملية هدفها كسر الحصار المفروض من الصهاينة على غزة،وكانت تحمل حوالي عشرة الآف طن من مواد الأغاثة والمعونات الانسانية ،وكان احد مراكب الأسطول يحمل اسم الشهيدة ريتشيل كوري وكان يحمل 19 ناشطا ًمن ايرلندا وماليزيا إضافة الى العديد من الناشطين الحقوقيين ومن بينهم ميريد كوريجان الفائزة بجائزة نوبل للسلام عام 1976م 

بين بوش وشارون :

بوش وشارون متشابهان بصفة واحدة هي صفة القتل والوحشية ،فطائرات بوش الحديثة قتلت النساء والأطفال في محلات بيع الخبز في العراق ،وجرافات شارون كانت تهد بيوت الفلسطينين على رؤوس الأطفال والنساء في مدن فلسطين لتبني فوقها مستوطنات للمام الصهاينة الجدد القادمين من إصقاع الأرض .
رد الفعل الأمريكي كان هزيلا ً :
بعد مقتل ريتشيل كوري ،قدم نائب امريكي هو براين بيراد مشروع قرار في الكونكرس الأمريكي يقضي بمطالبة الحكومة الأمريكية بأجراء تحقيق كامل في حادث مقتل الناشطة كوري ،وانضم والدا ريتشيل الى حملة الضغط على الحكومة الأمريكية ،غير ان مجلس النواب لم يحرك ساكنا ً،فالصهاينة يطبقون الخناق على مفاصله .
ابدى الرئيس الراحل ياسر عرفات اسفه لمقتل الناشطة الأمريكية وقال عنها انها أصبحت إبنة كل الفلسطينيين ،وأطلق اسمها على أحد شوارع رام الله .