ماذا قـال يعلــون؟

موشيه يعلون هو وزير الدفاع الإسرائيلي الحالي في حكومة نتنياهو ظهرَ قبل ثلاثة أيام في فضائية "البي بي سي- عربي" في برنامج "بلا قيود" في حوار مثير وصريح وسلط الأضواء على الموقف الإسرائيلي من مباحثات الملف النووي الإيراني والخلافات الأميركية – الإسرائيلية ومسوغات انزعاج إسرائيل من موقف اوباما الأخير وقضايا أخرى تطرق لها يعلون!
ما يثير الانتباه في أحاديث يعلون انه نبه لأول مرة على لسان مسؤول إسرائيلي كبير من مواقف الغرب عموما المتجاهل لشؤون منطقة الشرق الأوسط، وقال، إن الغرب وأميركا تتجاهل حقائق وتتجاوز أخرى نتيجة صراع مصالح، وان الإسرائيليين درسوا هذه الظاهرة في تاريخ الغرب لقرنين، إن الغرب لا يستمع لرأي الأجيال، وقال يعلون إن ما حصل في الآونة الأخيرة بين إسرائيل والولايات المتحدة هي مصالح أمنية لا خلافات شخصية، وان إسرائيل لا تثق بإيران ووعودها، وان المعلومات الدقيقة المتوفرة لدى الأجهزة الإسرائيلية، إن إيران قادرة على تصنيع قنبلتها النووية خلال عام واحد. وأضاف يعلون إن عدم وجود مفاوضات مع إيران أفضل من اتفاق سخيف و من مفاوضات تفضي إلى قتل الشعب الإسرائيلي حسب تعبيره!
وأضاف يعلون: إن بين إسرائيل والولايات المتحدة مصالح عميقة لا تتأثر بأي خلاف وان إسرائيل جادة في إيقاف إيران عن إنتاج قنبلتها، وقال إذا ما أنتجت إيران القنبلة النووية فان السعودية ومصر ستحصلان على قنبلة نووية مقابل الردع النووي الإيراني!
واستخف يعلون بظاهرة "الربيع العربي"، وقال: مهما أطلقنا من تسميات على ما حصل في منطقة الشرق الأوسط فان التسمية الصحيحة المناسبة لما حصل من كوارث للعرب هو "الزمهرير الإسلامي"، في إشارة منه إلى جرائم وحروب داعش في سوريا ومصر والعراق!
وأشار يعلون بخبثه اليهودي الماكر قائلا: إن عدو إسرائيل ومصر والسعودية وبلدان الخليج هو داعش، فلم لا نقف على محور واحد نقاتل فيه عدونا المشترك؟! وقال بالحرف الواحد مخاطبا المصريين وحكام الخليج: نحن لدينا أعداء مشتركون  لا مصالح مشتركة، وقال: إن إهمال حسني مبارك لجماعات الإخوان هو الذي أسس لإرهاب إسلامي في سيناء، وان إسرائيل تتفهم عملية تسليح مصر بطائرات حديثة!
وأشار يعلون إلى التمدد الإيراني في العراق وسوريا والجنوب اللبناني واليمن، انه نتيجة تراخي الولايات المتحدة في مفاوضات "5 زائدا 1" وان العرب بالتجربة حكموا إن لإسرائيل حكمة عالية في عدم استخدام القنبلة النووية، وقال في جوابه على سؤال مراسل (البي بي سي) إن إسرائيل دولة نووية فلم لا تسمح لغيرها من بلدان الشرق الأوسط بــإنتاج القنبلة النووية: إن إسرائيل خاضت حروبا كثيرة مع العرب وفي أشدها وطأة لم تلجأ للخيار النووي ولنا تجارب مع بعض الحكام العرب السابقين، أنهم لم يترددوا من استخدام أسلحة الفتك ضد شعوبهم فكيف مع إسرائيل؟!
وفي نهاية الحوار شدد وزير الدفاع الإسرائيلي على ضرورة انبثاق جبهة حرب تضم إسرائيل والبلدان العربية المتضررة من القنبلة النووية الإيرانية وداعش!!
هذا الخلط العجيب المثير للتقزز وهذه العجينة اليهودية التي عرضها يعلون هي محاولة تهديد أخرى تعيد للذاكرة الحرب الخاطفة التي قام بها الطيران الحربي الإسرائيلي ضد مفاعل تموز العراقي وأحاله إلى حطام!