نحن العرب امة لامثيل لها بين الامم

نحن العرب أمة لامثيل لها بين الامم ..  أمة تفتخر بالماضي متناسية الحاضر .. أمة ظهر فيها قادة عظام وهم في  كل الاحوال باتوا  ركام  .. أمة تبكي على بطولاتهم وحملاتهم وغزواتهم تقتفي آثارهم واسفارهم ..  نحن العرب  بقينا  مقلدين منظرين لانعرف من الحضارة الاقشورها بعد ان ابتعدنا عن جذورها واصولها وفصولها .. بقينا نحن العرب نؤمن بالخرافة ندور في فلك قارئة النجان نجلس يخشوع لنسمع مابخبئه لنا الطالع  نبحث متلهفين عما يخبئه لنا  المستقبل من مفاجآت  وانات ورنات بعد ان ازدادت الجراحات ومحت اثارها الجرافات  وبقينا نحن كزرافات تدفن رؤسها  في التراب بعد ان ازداد الاحتراب .. نعيش الحروب  بعد ان ازدادت الكروب .. نؤمن بالسحر والشعوذة  نتلمس الاسرار وسط  خراب الديار بات المواطن محتار في ولائه بين الجنة والنار فلا هو كسب الجنة بايمانه ولا هو جاهر  بالفجور ليدخل النار .. وبين الجنة والنار خشية ووقار .. ولو تركنا قارئة الفنجان واستمعنا منصتين لما ينقله الاعلام من كلام .. لسمعنا كلام  يبشر بنهاية عصر الانسان  وبدء عصر الحيوان كلام انعدمت فيه الرؤى وفقدت فيه  الموازين اوزانها كلام انتشرت فيه دكاكين النخاسة والشعوذة والاتجار بالاسلام .. كلام اختلطت فيه الالوان  وكثرة فيه الاحزان  بعد ان انتهى عصر الانسان  وبدأ عصر الحيوان .. لو تركنا  قارئة الفنجان  وخطونا منصتين  لما ينقله الاعلام من كلام لشاهدنا صور من الهداية  ورايات تحدد المحارم وتبغض المكارم ولشاهدنا  الاسلام  يحرف  وهمومنا تكبر والسياسي بتصريحاته يزعر .. اصبحنا كالبهائم تسير تحت وقع السياط في زمن اصبح فيه السياسي  خماط والمواطن صماط .. اصبح اللص بلا قناع  والجوامع بلا متاع تلتحف باسيجة مرصوصة من الانفجارات محفوفة .. بالامس كان المسجد دار أمان واليوم باتت تترصده عيون الشيطان لتنقض عليه وتدمر بنيانه وتقتل سكانه .. اصبح الانسان بلا عنوان لايقوى على الف والدوران خوفا من بطش فلان وفلان ياكل قوته  خوفا كما تأكل الدودة  طعامها في البستان وتختفي بين ثنايا  الجذوع والاغصان .. بات الحلال والحرام سيان .. البسونا الاكفان  ولم يسكبوا دمعة من تحت الاجفان .. وبقوا  هم  بين الاحضان بعد ان ذبحوا الانسان مثل الخرفان بسكين ارهابي جبان يحز رقاب العباد بالمجان يعيش تحت سطوة  الجان قلبه بلا حنان .. وان سألته  قال انا احمل راية الايمان بالدين وهو في غيه اكثر ظلما من السجان شعاره القتل والعدوان  تراه  سكران وماهو بسكران.