هاشتاغ


هاشتاغ  معبر تمنيت ان يتوسع اكثر وان يقوم بترويجه في مناطقهم ناشطون آخرون يعنيهم امر محافظاتهم وبلداتهم مثل الذي وضعه الزميل البصري ناصر حجاج على صفحته بفيسبوك، احتجاجا على اوضاع مدينته المزرية وتحمل بسببه ردات فعل رسمية غير منطقية ولامبررة على الاطلاق، قصدي هو ان تكبر مثل هذه الهاشتاغات التي تطالب برفع صور المسؤولين الفاشلين دون استثناء وتتسع كحملات نابهة في بغداد ايضا، مدينة الفشل بأمتياز، اعني المتسيدين فيها وهم بلانفع، ساسة ومسؤولون كبار، واصحاب نفوذ، واي من له سلطان لايقدم او يؤخر، ومع ذلك له صور تبز عيوننا اينما وليناها، في كل منعطف وساحة وطريق، لالشيء يفعلونه قط، الا لغرور في النفس، وشهوة في الظهور، هاشتاغ يقول “لاصور للفاشلين بعد اليوم” ويكون مثل الايمان عنوانا يحمله المرء في قلبه ضد اي صورة  يرفعها كائن من هذا النوع، سياسي او متأسلم يأخذ الدين باسم الطائفة وهذه على حساب الوطن حتى لو اصبح الاخير مرتعا للقمامة  ونموذجا فريدا للقبح وقلة الذوق.
يستغرب كاتب في الواشنطن بوست مرة من اوضاع البصرة ويروي كيف ان شاعرا يتغنى بالوطن الى هذه الدرجة فيما الماء الذي ينزل من دوش حمامه في الفندق الذي ينزل فيه مالح، رغم ثراء المدينة المفترض، فيما تقدم له اكاديمية واديبة التقاها من نفس المدينة انطباعا اكثر تعقيدا وغموضا حين تحدثه بحماس عن الانجازات العديدة التي تحققت للمحافظة في السنوات الاخيرة بينما يقع معد التقرير بنفسه كما يذكر على صور مأساوية رآها مرأى العين في الشارع ومن داخل الاحياء الشعبية والاماكن العامة تنافي ما يقوله هؤلاء تماما، بل ينقل لقرائه صور مناطق واحياء يسميها باقل تقدير امكنة غير صالحة لسكنى البشر.
في العاصمة، هنا، يمكنك ايضا ان تعثر على انواع مضاعفة من التطامن نفسه، حيت تمر الاشياء ببطء يوميا وبلامبالاة رهيبة على نفس طريقة التخادم بين الجميع قدما نحو قتل كل معنى للمدينة.
ومع ذلك لايعدم من يتصدى لحياة بلاذوق وتنظيم، تحتاج لها اكثر من هاشتاغ يعبر عن حجم الاسى الذي نمر به، فما باليد حيلة، لكن اقله ما يجب ان يفعله هؤلاء الناشطون المحبون لمدنهم في بغداد والبصرة والحلة والديوانية وميسان وسائر مدن هذا الوطن المبتلى بصور الفاشلين التي تتناسل يوميا بلا خجل وتعرش في مدن اقل ما يقال بشأنها انها ناقصة، او بلا معنى محدد، هي بمعنى آخر اسم على غير مسمى. كنت تمنيت ان تتعاضد مثل هذه الحملات الاحتجاجية نظرا لما تمر به محافظاتنا العزيزة في اوضاعها المزرية وهي تعيش منذ سنين اهمالا منقطع النظير واساءات متعمدة، فلم يعد في القوس منزع.