دور الإعلام العراقي في السلام المجتمعي ووحدة البلاد


يؤدي الإعلام دوراً مهماً جداً واستثنائياً في تاريخ البشرية حتى أنه أصبح من أولويات الحياة في اي مجتمع، كما أنه ليس بريئاً من بث ثقافة الكراهية ونشر التعصب مثلما هو مساهم كبير في توحيد الصف الوطني ونبذ العنف والكراهية. 
وفي العراق فأن على الإعلاميين والصحفيين تحمل المسؤولية الوطنية والمجتمعية وعدم الإثارة والفرقعة بين الشعب العراقي، ومراعاة دور الإعلام في دعم السلام الاجتماعي والدفاع عن الوحدة الوطنية واستقرار وتماسك وسلامة المجتمع، لأن الأمة الحية تخدم وحدتها من خلال إرادة التنوع.
لكن برأيي أن الإعلام العراقي لم يرتق ِ إلى مستوى هذه المسؤولية؛ والأسباب يأتي في مقدمتها ملكية تلك الوسائل والتي في غالبها تنتمي لتيارات وأحزاب سياسية أم طائفية أو دينية أو قومية بمن فيها الوسائل الإعلامية الخاصة، وأذا أرادت تلك الوسائل الإعلامية تحسين صورتها فمن الضرورة مساندة الإعلام لتفعيل القانون ومنع وحظر وتجريم التمييز سواء ضد المرأة والديانة أو الآخر. 
إن الإعلام لابد له من أجندة واضحة لا تدعو للإثارة أو الفرقعة ، وأن الجماعة الوطنية مطالبة بالمحافظة على العيش المشترك ووضع القضية الوطنية على أجندة المؤسسات الإعلامية ، وهذا عكس تماماً ماتقوم به وسائل الإعلام العراقية وفي مقدمتها القنوات التلفزيونية العراقية؛ لأن كراهية الآخر ليست شكلاً من أشكال حرية الرأي، والمأمول والمرجو أن يكون الإعلام في الفترة القادمة جزءاً من الحل كما كان جزءاً من المشكلة فيما سبق وعلى الإعلام محاربة نشر ثقافة التفكك في المجتمع ودعم القانون وعدم التمييز وأشاعة روح المواطنة على كل المستويات وتجريم من لم يطبق القانون وضرورة الحفاظ على السلم الأهلي وتفعيل القانون والمهنية الصحفية والإعلامية والحرص على وحدة الوطن. 
إن الإعلام يعكس ما يحدث في المجتمع، وأن حل المشكلات الإعلامية ليس بالقوة وإنما بالخطوات العملية وتفعيل القوانين والانتصار للقانون ، كما أن رأي الصحفي لابد أن يكون موضوعياً ومؤدباً، لأن المشكلات التي تحدث إما عن جهل أو كسل أو غرض، والمسؤولون في المؤسسات الصحفية مسؤولون عما يحدث ولابد أن يواجه الإعلام بالإعلام وأن يتم تكثيف الدورات التدريبية للصحفيين والإعلاميين في المهنية والموضوعية والمهارات الصحفية من قبل شخصيات متخصصة وخبراء اجانب أو عرب في مجال الإعلام والأجتماع وعلم النفس ..إلخ.
كما أن لابد هنا من التركيز على زيادة الوعي لدى الإعلاميين والصحفيين، والجرأة في الاعتذار باعتبارها من أنبل الفضائل التي تعيد الثقة بين القارئ والمتلقي والإعلامي ؛ وأن القيم الخبرية في الفترة الأخيرة بدأت تختفي من الصحافة والبرامج ما عدا بعض البرامج الحوارية التي ملأت هذا الفراغ.
وهنا لابد من ضرورة تفعيل مواثيق الشرف الصحفي وتفعيل دور نقابة الصحفيين والمواثيق الإعلامية والالتزام بالمهنية والبعد عن الفرز الطائفي والإعلامي وتطبيق القانون ومنع الكتابات التي تساعد علي الاحتقان وتدعو للفتنة الطائفية وتكريس الفرز الطائفي ، لأننا نحتاج لمشروع قومي يلتف حوله الشباب ويتشجع له ، وأن الانفتاح الإعلامي لابد أن يكون بشكل واع وأن يكون القانون هو الفيصل ويطبق على الجميع وبذلك يكون الإعلام واعياً وقوياً يهتم بوحدة المجتمع وعدم التمييز وقبول الآخر.