عندما يكذب الرئيس!!

كثيرة هي الأكاذيب في بلادي ولكن أغربها هي التي تخرج من فم الرئيس وتوثق من قبل الصحفي وبالصورة والصوت.
يقول أحد الزملاء: حين التقينا فخامة الرئيس فؤاد معصوم دار بيننا حوار ودّي جميل، وعندما وصل الحديث لي سألني الرئيس: هل تطلب شيئا او تطلب الحديث؟ قلت له عندي طلب صغير يا فخامة الرئيس. قال: ما هو؟ قلت: تعيين ابنتي الكبرى وهي حاصلة على شهادة البكالوريوس في علوم الحاسبات. قال: بكل ود وبسعة صدر.. نسّق مع المكتب الخاص بنا وسوف يلبّى طلبك ان شاء الله. ويقول الزميل روادتني الفرحة مع ابنتي وزوجتي ولكن لأيام قليلة فقط ، حتى عادت التعاسة الينا مجددا بسبب عدم استجابة مكتب الرئيس الذي تسلم الطلب ولم يرد مكتبه على جهاز الموبايل.

وقد كتب الزميل على صفحته في الفيسبوك تفاصيل هذه القصة. الذي اثارني ودعاني لكتابة هذا المقال هو كذب ومكر الرئيس وليست هذه المرة الاولى التي يكذب فيه الرئيس بل اعتاد على الكذب وتزييف الحقائق، حيث قال ذات يوم: ان الاعدام ليس مطلبا جماهيريا ويمكن اعادة محاكمة هؤلاء المجرمين.. يعني بذلك المجرمين الذين احرقوا ودمروا مدننا وقتلوا الشعب العراقي ولم يكتفِ فخامة الرئيس بتسويف وتدليس الحقائق ونسي انه اقسم ان يحافظ على الدستور والثوابت الوطنية، وفي غفلة ودهشة شاهدنا الرئيس يستقبل المجرم المطلوب للقضاء العراقي رافع الرافعي وكانه شخصية دبلوماسية، وهناك كثير من تصريحات الرئيس لا تنسجم والموقع الذي يشغله.

ويقال في وسائل الاعلام ان فخامة الرئيس عين ابنته ، وآخرين مستشارين ويتقاضون رواتب باهظة ويتمتعون بامتيازات لا نضير لها ، فيما يحرم أولاد (الخابية)  من هبات و خيرات ووعود الرئيس ، بل وحتى العاملين في مكتب الرئيس اعتادوا على التغليس ، وطرد المكاريد الذين وعدهم الرئيس . 

هذه دعوة الى الرئيس ليعيد النظر باجراءته واعماله وتصريحاته والتزاماته الواجب عليه تنفيذها وفاءٍ منه للناخب العراقي وكذلك عليه الالتزام القانوني والشرعي والأخلاقي تجاه اي كلمة او وعد يعطيه لانه يتسنم منصبا غير عادي والايفاء بما وعد به للوطن و للمواطنين ولزميلنا الذي خسر نحو 500 دولار اجور التكسيات والموبايل، متصورا ان ابنته ستعيّن ولكن خاب ظنه.. نتمنى الاستجابة السريعة لكي تبقى كلمة الرئيس بعد كلمة الله سبحانه وتعالى هي العليا.